بقلم : د. محمود خليل
عن الاتفاق مع مدرب جديد للمنتخب المصرى لكرة القدم أتحدث، فقد أعلن عن التعاقد مع مدرب مكسيكى اسمه خافيير أجيرى لتدريب المنتخب بمبلغ وقدره 120 ألف دولار فى الشهر، بما يعادل أكثر من 2 مليون جنيه، يحدث هذا فى وقت تجد الدولة فيه نفسها أحوج ما تكون إلى كل دولار، وتجتهد الحكومة فى جدولة الاستحقاقات المربوطة عليها لتسديد ديونها بالعملة الأجنبية، سواء تلك التى تأخذ شكل قروض أو شكل ودائع! فى ظل هذه الوضعية يبدو القرار الذى اتخذه اتحاد الكرة بالتعاقد مع المدرب المذكور بهذا المبلغ إهداراً للمال العام.
سبق وتعاقد هذا الاتحاد مع «كوبر» بمبلغ قريب أو يزيد عن مبلغ «خافيير» ودخلنا كأس العالم، ومثّلت مشاركتنا فى المونديال العالمى فضيحة على كل المستويات، ولست بحاجة إلى تكرار ما ترافق مع هذه المشاركة من أحداث مشينة، خرجنا من المونديال ونحن فى المركز قبل الأخير بين فرق العالم، ولم يتفوق علينا فى الخيبة القوية سوى فريق «بنما»، ولأن ما حدث مر دون حساب ها هو اتحاد الكرة يبادر إلى إعادة الكرّة من جديد ويتعاقد مع مدرب أجنبى بمبلغ دولارى معتبر، وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال فى عينيه، ماذا سيفعل المدرب الجديد مع فريق وإدارة يأتيها رزقها رغداً دون حاجة إلى إجهاد نفسها؟ اللاعب أو الإعلامى أو الإدارى الذى شارك فى مونديال روسيا ذهب وجيبه عمران، والهدف الأساسى من المشاركة لم يتعد المنظرة والشو، ولأنهم لا يبحثون عن الاجتهاد فقد شاء الله أن يخرجوا بالمنظر الذى خرجوا به!.
إنها خيبة مكررة.. وما دامت الخسارة تلحقنا فى كل مشاركة فخير لنا ألا نلقى بالفلوس على الأرض، الفلوس التى أصبحت عزيزة على المواطن الذى يتحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادى ويسيرة فى يد اتحاد الكرة، لسنا بحاجة إلى مزيد من الحرث فى الماء، فليختر اتحاد الكرة مدرباً مصرياً لتولى المهمة، ويكفى جداً أن يمنحه هذا المبلغ، فربما يحقق المنتخب معه نتائج أفضل، وإذا لم يفعل، فتلك هى الحالة المعتادة، المهم ألا نخسر شيئاً ونهدر المال العام.
دعنى أكرر لك أن عدم محاسبة أى مسئول على «صفر» مونديال روسيا هى التى دفعت اتحاد الكرة إلى اتخاذ هذا القرار وتعيين مدرب أجنبى بهذا المبلغ، هذا القرار يعنى أن الاتحاد يخرج لسانه للجميع، ويؤكد أنه فعال لما يريد، وأنه فوق المساءلة، هذا الوضع أصبح يستوجب تدخلاً جاداً لإعادة الأمور إلى نصابها، ومنع هذا النوع من الإنفاق الذى يصح أن نصفه بـ«الإنفاق السفيه»، لم يعد بمقدور الشعب تحمل هذا النوع من الاستفزاز، والعاقل من لا يتجاوز حدود المعقول، جمهور الكرة فى مصر لا يؤمّل فى نجاحات، بل يصح أن نقول إنه «متعود» على النتائج الهزيلة، لذا وفروا الفلوس أحسن!.
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع