توقيت القاهرة المحلي 07:33:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لدغة الأفغان.. ومناورات الأمريكان

  مصر اليوم -

لدغة الأفغان ومناورات الأمريكان

بقلم : محمود خليل

ثمة شك فى أن يؤدى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان إلى نوع من التهدئة ما بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية الحالية، ولعلك تعلم أن الولايات المتحدة وقّعت منتصف شهر فبراير من العام الحالى اتفاق هدنة مع حركة طالبان يقضى بوقف أعمال العنف لمدة أسبوع، وهو ما حدث بالفعل، وهيّأ الأجواء لتوقيع اتفاق بين الطرفين يقضى بإنهاء الحرب بينهما وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. وهى قوات يتراوح عددها بين 12 و13 ألف جندى. المفترض أن تكون الخطوة التالية بعد الانسحاب دخول «طالبان» فى مفاوضات تهدئة مع الحكومة الأفغانية الحالية، وهو أمر مشكوك فيه بدرجة كبيرة.

التجربة الأفغانية تقول إنه بعد خروج القوات السوفيتية من أفغانستان أواخر الثمانينات، بدأت حرب أهلية ضروس بين زعماء الحرب الذين توحّدوا فى ما سبق من أجل إخراج السوفيت، وتحالف بعضهم مع تنظيم القاعدة، فى سبيل تحقيق هذا الهدف، تصدّر مشهد الصراع الأهلى حينذاك: قلب الدين حكمتيار وبرهان الدين ربانى وأحمد شاه مسعود، الكل كان يريد أن يضع يده على كرسى حكم البلاد. توجّه سلاح الأفغان حينذاك إلى بعضهم البعض، ودفع المدنيون ثمناً باهظاً فى هذه الحرب الأهلية. أوائل التسعينات ظهر على مسرح الحرب الأهلية الأفغانية شخصية من أخطر الشخصيات التى عرفتها هذه الدولة، وهى شخصية الملا محمد عمر، الذى كان معلماً بإحدى المدارس الأفغانية، وشرع فى تأسيس تنظيم جديد قوامه طلاب المدارس الدينية، هو تنظيم طالبان، تحالف «التنظيم» فى ما بعد مع تنظيم القاعدة الذى قاده أسامة بن لادن ومجموعة من المصريين على رأسهم أيمن الظواهرى، ثم كانت تفجيرات برجى التجارة العالميين بالولايات المتحدة، التى أعقبها الغزو الأمريكى لأفغانستان.

قبل الغزو الأمريكى، كان تنظيم طالبان قد فرض كلمته على أفغانستان وتمكن من اغتيال المقاتل الشرس أحمد شاه مسعود، وفرار قلب الدين حكمتيار إلى خارج أفغانستان، وبعد الغزو تحول «التنظيم» إلى مقاومة الأمريكان والحكومة الجديدة التى وصفها بالعميلة. فى عام 2017 عاد قلب الدين حكمتيار إلى أفغانستان، بعد أن رفع الأمريكان اسمه من قائمة الأمم المتحدة للإرهاب. وأغلب الظن أن عودة «حكمتيار» تمهيد لما هو قادم بعد خروج الأمريكان. وليس من المستبعد أن تشتعل حرب أهلية جديدة فى أفغانستان عقب هذا الخروج. كل ما يهم «ترامب» أن يُنجز وعده لناخبيه بسحب القوات الأمريكية من بؤر الصراع المختلفة، وأكبرها وأخطرها بالطبع البؤرة الأفغانية، ويبدو أنه قرر أن يترك أفغانستان لمصيرها. والكل يعلم أن الحرب الأهلية هى الخيار الوحيد أمام كل الفرقاء هناك، لأن القوى هناك متعادلة على مستوى امتلاك السلاح. فالحكومة لديها ما تقاتل به، وكذلك «طالبان»، وحتى قلب الدين حكمتيار -الذى فشل فى انتخابات الرئاسة الأفغانية الأخيرة- لديه كوادره. وليس هناك خلاف على أن هذا التحول سوف يعيد «القاعدة» من جديد إلى الصورة. والأجواء حالياً مهيأة أكثر مما كان الوضع عليه طوال حقبة التسعينات لانضمام عناصر جديدة إليها، الأمر الذى قد يمكنها من إعادة ترتيب أوراقها لتصبح «القاعدة» من جديد رقماً على خريطة الإرهاب العالمى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لدغة الأفغان ومناورات الأمريكان لدغة الأفغان ومناورات الأمريكان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon