توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحفيون.. من الطرد إلى التنجيم

  مصر اليوم -

الصحفيون من الطرد إلى التنجيم

بقلم :محمود خليل

قرنان من الزمان يفصلان بين اللحظة الحالية التى نحياها ونشهد فيها نهاية عصر المطبوع، ولحظة البداية حين انطلقت أولى تجارب الصحافة المصرية (جريدة وقائع مصرية) على يد الوالى محمد على باشا. بين اللحظتين حدث الكثير فى عالم المهنة. دعنى أضرب لك مثالاً على ذلك بالتحول فى «القيمة الأدبية والاجتماعية» للصحفيين عبر العقود المتوالية. مع البدايات الأولى للصحافة المصرية لم يكن للعاملين بها شأن مذكور، بل على العكس كان يُنظر إلى الصحفى كشخص عاجز عن العمل فى مهنة محترمة، الأمر الذى يدفعه إلى العمل فى مهنة كل من هب ودب. يحكى سلامة موسى فى كتابه «الصحافة حرفة ورسالة» تجربة لطيفة مر بها، حين ذهب لاستئجار شقة، فحددت له صاحبة العمارة الإيجار وتوافقا عليه، ولما كتب فى العقد أن مهنته صحفى صرخت المرأة وخطفت الورقة منه ومزقتها، وقالت له: «معنديش شقق للإيجار».. ولما استفسر منها عن سبب التحول، ردت عليه قائلة: «صحفى يعنى تدفع شهر وتفوّت شهر».

ولعلك تعلم أيضاً قصة طلاق الشيخ على يوسف -صاحب جريدة المؤيد- من ابنة الشيخ السادات، وكان الأخير قد رفع قضية على الشيخ «على» يتهمه فيها بأنه غير كفء لابنته «صفية» ابنة الأشراف، وذلك بسبب المهنة التى يمتهنها وهى مهنة صحفى. لسنوات طوال كان ينظر إلى الصحفيين كأشخاص معدومى القيمة الأدبية، بسبب مهنتهم، فتتردد الأسر فى تزويجهم ولا تقبل لهم شهادة أمام محكمة. ولك أن تقارن نقطة البدء بنقطة الختام فى تاريخ الصحافة المطبوعة، حيث أمسى الصحفيون بالجرائد والإذاعة والتليفزيون نجوم مجتمع، لديهم القدرة على النفاذ إلى كل ركن وكل عقل داخل مؤسسات الدولة، بل ينظر إليهم منذ سنين طويلة كجزء من تركيبة «هيئة الحكم» بالدولة. ولا تزال الطبقات الشعبية حتى اللحظة المعيشة تعتبر مَن يظهر فى الصحافة أو التليفزيون أو يسمع صوته فى الراديو جزءاً من تركيبة «الحكام»، لكن السؤال هل سيستمر النجوم المورثون عن عصر المطبوع نجوماً بعد توقف المطبوع والتحول الكامل إلى الإلكترونى؟.

الحقيقة أن أغلب نجوم المطبوع أو مَن حققوا نجوميتهم من خلال المطبوع يصعب أن يستمروا بعد زواله. فإعلام التواصل الاجتماعى وغيره من أشكال الإعلام الجديد خلق نجومه منذ فترة طويلة. هناك نجوم التدوين والفيديوهات ممن يتابع إنتاجهم ملايين مملينة من البشر، شباب السوشيال ميديا سحب منذ فترة البساط من تحت أقدام نجوم المطبوع، والعديد من الأسماء القديمة تتوارى حالياً إلى الظل، ولك أن تتوقع المزيد من الاختفاء مع قرب ساعة «نهاية المطبوع».

ومن اللافت أنه كما بدت المهنة عاراً على صاحبها مع المراحل الأولى لظهور الصحافة المطبوعة، حتى تمكنت أجيال الرواد والمبدعين من تصحيح صورة الصحفى، يعانى الشباب الذى احترف إنتاج المعلومات والفيديوهات داخل عالم التواصل الاجتماعى من اتهامات شبيهة بتلك التى وُجهت لجيل «جدود الجدود» من الصحفيين. فما أكثر ما تسمع أوصافاً لهم من نوع: «شباب صايع».. «مروِّج إشاعات».. «يبحث عن التفاهات».. «شباب بلا قيم ولا مبادئ» وغير ذلك من عبارات تعبِّر أكثر ما تعبِّر عن العجز عن تحجيم تأثير النجوم الجدد لـ«السوشيال ميديا» على المجال العام.

المصدر :

الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحفيون من الطرد إلى التنجيم الصحفيون من الطرد إلى التنجيم



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon