توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة.. رهانات المستقبل

  مصر اليوم -

الصحافة رهانات المستقبل

بقلم :محمود خليل

لم يعد يفصلنا سوى خطوات قليلة عن اللحظة التى سنشهد فيها نهاية الصحافة المطبوعة. فها هى أشهر الجرائد التى ارتبطت بعقل ووجدان المصريين وعاشت معهم الأحداث الكبرى التى شهدتها مصر تستعد للإحالة إلى التقاعد والإيواء إلى متاحف التاريخ لترقد إلى جوار الكتاب المنسوخ، وتصبح مثله أداة للنظر والتأمل والحديث بين الأجيال القادمة عن «شكل الصحيفة زمان». ربما تجد أبناء الأجيال القادمة يتضاحكون وهم ينظرون إلى هذا الشكل العجيب للصحيفة المطبوعة ويتساءلون كيف كان يقرأ ويقلب أهل ذلك الزمان صفحاتها!.

ليست الصحافة المطبوعة المصرية فقط هى التى تعيش هذا المشهد الختامى، بل الصحافة فى دول العالم المختلفة. فالمطبوع قام بدوره خلال حقبة تاريخية معينة، ولم يكن من الطبيعى أن يستمر بعد ظهور «الإلكترونى». فما الذى يضطر صناع جريدة إلى تحمل تكاليف إنتاج نسخ مطبوعة منها بورق وخامات طباعة وأسعار عمالة ترتفع يوماً بعد يوم؟. الأرخص أن تصدر إلكترونية. ليس الأرخص وفقط، بل والأربح أيضاً، لأن سوق الإعلانات اتجه منذ فترة إلى مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية والصحفية، ولا يخفى عليك أن استمرار الصحافة المطبوعة لفترة من الزمن كان مرده استمرار الضخ الإعلانى فى شرايينها، ما كان يبرر طباعتها، أما وأن سوق الإعلان المطبوع قد انحسر، وأصبحت تكاليف الإنتاج الورقى غير محتملة بسبب ارتفاع الأسعار، فلم يعد هناك ما يبرر استمرار المطبوع. وأغلب الصحف المطبوعة لجأت منذ فترة إلى تقليل أعداد النسخ الورقية الصادرة منها - رغم أن الصحيفة كانت تتباهى فيما مضى بزيادة أعداد الطباعة والتوزيع - توفيراً للنفقات، وهى بالبداهة خطوة تمهيدية للتوقف النهائى عن إصدار المطبوع، والاكتفاء بالموقع الإلكترونى.

يبدو الوصول إلى المحطة الأخيرة فى مشوار «المطبوع» طبيعياً، إذا أخذنا فى الاعتبار ذهاب قسم لا بأس به من كعكة الإنفاق الإعلانى إلى الإلكترونى، أضف إلى ذلك ما تتمتع به المواقع الإلكترونية من قدرة على الوصول بالخبر إلى عدد أكبر من القراء. فالخبر الذى ينشر على صفحات المطبوع، لا يتعدى قرّاؤه بضعة آلاف فى أكثر التقديرات تفاؤلاً، فى حين أن نفس الخبر المنشور على حساب الجريدة على مواقع التواصل الاجتماعى يقدر قراؤه أو المتعرضون له بالملايين. ولست أرمى من وراء الإشارة إلى الكثرة العددية إلى الحديث عن التأثير، قدر ما أردت الإشارة إلى قدرة الإلكترونى على الوصول إلى قاعدة أشد اتساعاً من المطبوع.

وكما نشأت الصحافة المطبوعة فى مصر فى لحظة وسياق خاصين فإنها تصل إلى المشهد الختامى فى لحظة وسياق محددين. وما بين اللحظتين يجثم على كاهل التجربة ما يقرب من قرنين من الزمان تبلورت فيهما سمات؛ بعضها سلبى والآخر إيجابى، دمغت تجربة الصحفيين المصريين، ومؤكد أن من تربى فى بيئة المطبوع سوف يظل متأثراً بها وهو يعمل فى الإلكترونى. وكما انتقلت الكثير من سلبيات وإيجابيات المنسوخ إلى المطبوع، انتقلت ولم تزل تنتقل العديد من أمراض المطبوع الذى يوشك على الرحيل إلى الإلكترونى الذى يقترب من احتلال المشهد كاملاً. ستظل أزمة الصحافة فى مصر هى المحتوى، سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية أو إذاعية أو تليفزيونية. تأسيساً على ذلك يبقى الرهان على مستقبل الصحافة مرتبطاً بأمرين: الأمراض التى ستظل مصاحبة للمهنة وصناع المهنة فى العصر الجديد، والثانى القدرة على تطوير محتوى يستجيب لعقل جديد لجمهور جديد.

المصدر :

الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة رهانات المستقبل الصحافة رهانات المستقبل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon