توقيت القاهرة المحلي 23:22:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الباب المفتوح.. بعد فوات الأوان

  مصر اليوم -

الباب المفتوح بعد فوات الأوان

بقلم: د. محمود خليل

الهزة العنيفة التى ضربت المجتمع والنظام السياسى فى مصر بعد نكسة 1967 دفعت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى التفكير فى انتهاج سياسة جديدة تمنح الآراء ووجهات النظر المختلفة فرصة للوجود. تحدث المرحوم محمد حسنين هيكل فى جريدة الأهرام عن «سياسة الباب المفتوح» بعد أن تعالت الأصوات بالحديث عن أن «النهج الأحادى» فى اتخاذ القرار كان سبباً ضمن مجموعة أسباب أدت إلى النكسة.

عقب الحرب تجرأ بعض الكُتاب وأخذوا فى نقد الأوضاع القائمة. تحدث أحمد بهاء الدين عن بعض مؤسساتنا التى تغرد خارج العصر والعصرية، وتناول آخرون ظاهرة التخلف الإدارى والاعتماد على أهل الثقة واستبعاد أهل الكفاءة عند اختيار القياديين فى المواقع المختلفة. النقد كان يتم على استحياء. فالواقع كان يقول إن النظام السياسى اعتمد على سياسة «الباب الموارب» وليس الباب المفتوح، كما وصف البعض.

كان من الطبيعى أن يكون الباب «موارباً»، فحتى بعد النكسة كان عبدالناصر مطمئناً لشعبيته التى شهدت عليها جماهير 9 و10 يونيو 1967 التى خرجت تطالبه بالاستمرار بعد أن أعلن التنحى عن الحكم وترك رئاسة الجمهورية لزكريا محيى الدين، لكن حجراً كبيراً أُلقى فى النهر المطمئن صبيحة صدور أحكام المسئولين عن النكسة، حين خرج شباب الجامعات وعمال حلوان فى مظاهرات حاشدة يلقون فيها بالمسئولية على عبدالناصر نفسه. لحظتها نظر عبدالناصر من حوله فوجد حقائق جديدة تولد على الأرض، وشعر أنه لم يغلق الباب على المختلفين معه فى الرأى فقط، بل أغلقه أيضاً على نفسه، فبدا حزيناً محبطاً أواخر عمره، فى وقت كان مطلوباً منه أن يبذل جهداً غير عادى من أجل ترميم آثار العدوان الإسرائيلى، والاستعداد لخوض معركة التحرير.

القاعدة تقول إن الاختلاف فى وجهات النظر لا يفسد للود قضية. ولا يصح أن تنظر إلى المختلف معك فى الرأى على أنه خصم أو عدو، ما دام يراعى آداب الاختلاف. تعدد وجهات النظر يثرى القرار، ويحمى صانع القرار، وقد يلقى الضوء على مخاطر غير مرئية يمكن أن تنتج عن القرار.

قبل الخامس من يونيو 1967 وصلت من روسيا إلى مصر معلومات تقول إن الحكومة الإسرائيلية حشدت قواتها على الحدود مع سوريا، فقرر عبدالناصر إغلاق مضيق العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية، كان لدى بعض المسئولين المصريين رأى مخالف خصوصاً بعد وصول معلومات من سوريا تتناقض مع ما يقوله الروس، لكن عبدالناصر أصر على قراره، وقبل الحرب بساعات كان الكل يعلم أن الإسرائيلى سوف يهاجم، فقرر عبدالناصر امتصاص الضربة الأولى، لتتجه بعدها القوات المصرية إلى ردع الهجوم، اختلف معه العديد من القادة فى الرأى، لكنه أصر. وكانت النتائج كما نعلم.

حاول عبدالناصر أن يؤدى بشكل مختلف بعد النكسة، وبدأ يزيح بيديه الباب المغلق ليواربه، ثم يفتحه فى مرحلة لاحقة، لكن بعد فوات الأوان. فاختيار التوقيت السليم معيار من معايير القرار الناجح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباب المفتوح بعد فوات الأوان الباب المفتوح بعد فوات الأوان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مصر تتسلم مليار يورو تمويلا جديدا من الاتحاد الأوروبي

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:40 2024 الثلاثاء ,13 آب / أغسطس

نباتات ذات روائح مميزة يمكن زراعتها بالمنزل

GMT 08:12 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله

GMT 17:48 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مفضلة لتنظيف غرفة النوم وتنظيمها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon