توقيت القاهرة المحلي 01:35:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الباب المفتوح.. بعد فوات الأوان

  مصر اليوم -

الباب المفتوح بعد فوات الأوان

بقلم: د. محمود خليل

الهزة العنيفة التى ضربت المجتمع والنظام السياسى فى مصر بعد نكسة 1967 دفعت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى التفكير فى انتهاج سياسة جديدة تمنح الآراء ووجهات النظر المختلفة فرصة للوجود. تحدث المرحوم محمد حسنين هيكل فى جريدة الأهرام عن «سياسة الباب المفتوح» بعد أن تعالت الأصوات بالحديث عن أن «النهج الأحادى» فى اتخاذ القرار كان سبباً ضمن مجموعة أسباب أدت إلى النكسة.

عقب الحرب تجرأ بعض الكُتاب وأخذوا فى نقد الأوضاع القائمة. تحدث أحمد بهاء الدين عن بعض مؤسساتنا التى تغرد خارج العصر والعصرية، وتناول آخرون ظاهرة التخلف الإدارى والاعتماد على أهل الثقة واستبعاد أهل الكفاءة عند اختيار القياديين فى المواقع المختلفة. النقد كان يتم على استحياء. فالواقع كان يقول إن النظام السياسى اعتمد على سياسة «الباب الموارب» وليس الباب المفتوح، كما وصف البعض.

كان من الطبيعى أن يكون الباب «موارباً»، فحتى بعد النكسة كان عبدالناصر مطمئناً لشعبيته التى شهدت عليها جماهير 9 و10 يونيو 1967 التى خرجت تطالبه بالاستمرار بعد أن أعلن التنحى عن الحكم وترك رئاسة الجمهورية لزكريا محيى الدين، لكن حجراً كبيراً أُلقى فى النهر المطمئن صبيحة صدور أحكام المسئولين عن النكسة، حين خرج شباب الجامعات وعمال حلوان فى مظاهرات حاشدة يلقون فيها بالمسئولية على عبدالناصر نفسه. لحظتها نظر عبدالناصر من حوله فوجد حقائق جديدة تولد على الأرض، وشعر أنه لم يغلق الباب على المختلفين معه فى الرأى فقط، بل أغلقه أيضاً على نفسه، فبدا حزيناً محبطاً أواخر عمره، فى وقت كان مطلوباً منه أن يبذل جهداً غير عادى من أجل ترميم آثار العدوان الإسرائيلى، والاستعداد لخوض معركة التحرير.

القاعدة تقول إن الاختلاف فى وجهات النظر لا يفسد للود قضية. ولا يصح أن تنظر إلى المختلف معك فى الرأى على أنه خصم أو عدو، ما دام يراعى آداب الاختلاف. تعدد وجهات النظر يثرى القرار، ويحمى صانع القرار، وقد يلقى الضوء على مخاطر غير مرئية يمكن أن تنتج عن القرار.

قبل الخامس من يونيو 1967 وصلت من روسيا إلى مصر معلومات تقول إن الحكومة الإسرائيلية حشدت قواتها على الحدود مع سوريا، فقرر عبدالناصر إغلاق مضيق العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية، كان لدى بعض المسئولين المصريين رأى مخالف خصوصاً بعد وصول معلومات من سوريا تتناقض مع ما يقوله الروس، لكن عبدالناصر أصر على قراره، وقبل الحرب بساعات كان الكل يعلم أن الإسرائيلى سوف يهاجم، فقرر عبدالناصر امتصاص الضربة الأولى، لتتجه بعدها القوات المصرية إلى ردع الهجوم، اختلف معه العديد من القادة فى الرأى، لكنه أصر. وكانت النتائج كما نعلم.

حاول عبدالناصر أن يؤدى بشكل مختلف بعد النكسة، وبدأ يزيح بيديه الباب المغلق ليواربه، ثم يفتحه فى مرحلة لاحقة، لكن بعد فوات الأوان. فاختيار التوقيت السليم معيار من معايير القرار الناجح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباب المفتوح بعد فوات الأوان الباب المفتوح بعد فوات الأوان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا
  مصر اليوم - بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon