توقيت القاهرة المحلي 21:17:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوانلى العثمانلى

  مصر اليوم -

الإخوانلى العثمانلى

بقلم : محمود خليل

لا يزال كثير من أفراد جماعة الإخوان يعيشون وهْم أن الحكم العثمانى يندرج ضمن تجارب «الخلافة الإسلامية»، ليتساوى فى ذلك مع تجربتَى الخلافة الأموية والعباسية. وتقديرى أن هؤلاء ينشغلون بالشكل أكثر مما يعتنون بالمضمون، فتبهرهم فكرة وجود خليفة ومؤسسة اسمها الخلافة حتى ولو كانت مجرد أسماء على غير مسمى. وحقيقة الأمر فإنه منذ فتح مصر على يد عمرو بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب لم تخسر هذه الدولة كما خسرت فى العصر العثمانى، فقد سعى «العثمانى» التركى إلى تجريف ثروات البلاد بدءاً من البشر وانتهاء بالحجر، ووصل الأمر حد سرقة بعض الآثار الإسلامية الكائنة فى مصر، تراجعت مصر فى عصر العثمانيين فكرياً وحضارياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما لم تتراجع فى غيره، وبلغ الضجر من حكم إسطنبول مبلغه مع تعدد تجارب ومحاولات الانفصال عنها.

ويظهر على بك الكبير كأول قائد حاول الانفصال بمصر عن السلطنة العثمانية. حقائق التاريخ تقول إن هذا المشروع وُلد على يده، وأعطى من خلاله درساً لكل الحكام الطموحين الساعين إلى بناء دولة مصرية كبرى. كان «الجن على» -كما لقَّبه معاصروه- يردد لمن حوله: «إن ملوك مصر كانوا مماليك مثلنا، مماليك الأكراد مثل السلطان بيبرس والسلطان قلاوون وأولادهم، وكذلك ملوك الجراكسة، وهؤلاء العثمانية أخذوها -يقصد مصر- بالتغلب ونفاق أهلها». تلك كانت وجهة نظر على بك الكبير فى أمر الانفصال عن السلطنة العثمانية، ومبرره أن الأتراك أخذوا مصر بالتغلب ونفاق أهلها.

فشلت تجربة على بك بسبب خيانة قائده محمد أبوالدهب، وظلت أوضاع المصريين تحت الحكم العثمانى تنتقل من سيئ إلى أسوأ حتى طرقت الحملة التى قادها «بونابرت» أبواب البلاد. مثلت الحملة صدمة حضارية مدهشة للمصريين، شعروا خلال سنواتها الثلاث بمستوى الفشل الذى وصلوا إليه، وهوة التخلف التى يقبعون فيها. قاوم المصريون «الفرنسيين» حتى أخرجوهم من ديارهم، لكن الحملة خلَّفت فى نفوسهم إحساساً لا ينمحى بالهزيمة الحضارية، عزاه بعض أفراد النخبة والكثير من أفراد الشعب إلى ضعف دولة الخلافة، وعدم قدرتها على حماية ديار المسلمين، نتيجة عدم تمسكها بالإسلام، وأنها لو كانت مثل الخلافة الراشدة لما طمع الأعداء فى أرضهم وخيرهم. فكرة تعضيد الخلافة كانت الفكرة الأساسية التى دخلت بها مصر إلى بوابة التاريخ الحديث والمعاصر.

الوحيد الذى كان يرى أن الخلافة هى سر فشل الدولة المصرية هو محمد على، فانطلق يقطع عُرى ارتباط مصر بالدولة العثمانية، وشرع فى بناء نهضة يعتمد فيها على معطيات مصر وقدرات المصريين، دولة مستقلة لها تجربتها، بما تنطوى عليه من سلبيات وإيجابيات، تجربة اعتمدت على فكرة «الاستقلال بمصر»، ليكون خيرها فى حِجر أبنائها، وليس «طُعمة» لدولة الخلافة. السلبية الأساسية فى تجربة محمد على تتمثل فى عجزه عن غرس هذه الفكرة فى نفوس المصريين، حتى يضمن لها الاستمرار من بعده. المشكلة أنه لم يفعل، واعتمد كأى حاكم شرقى فى زمانه على مبدأ أن على الرعية أن تسمع وتطيع.

المصدر :

الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوانلى العثمانلى الإخوانلى العثمانلى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon