بقلم: د. محمود خليل
تصريح لافت تكرر للمرة الثانية على لسان الرئيس الأمريكى، «دونالد ترامب» يعلن عن عزمه عدم تسليم السلطة حال خسارته فى الانتخابات!.
تخيل المشهد.. السلطات الأمريكية تعلن فوز «جو بايدن» فى الانتخابات. يذهب «بايدن» وزوجته إلى البيت الأبيض لتسلم السلطة.. يطرقون الباب و«ترامب» لا يفتح.. وعندما تصر الشرطة على فتح الباب يصرخ فى وجوههم «موش فاتح».. تقوم الشرطة بفتح الباب عنوة.. فيبرز لهم «ترامب» ومعه مجموعة من «الشبيحة» وتقع «عركة» كبرى تسطر تفاصيلها فى كتاب التاريخ الأمريكى. منذ أن تولى السلطة وهو يؤدى بطريقة شديدة الإثارة، لم يسبق لرئيس أمريكى أن أدى بها. دونالد ترامب هو الأكثر صراحة فى الحديث عن الحكام فى دول العالم المختلفة، والأكثر جرأة فى الإعلان عما يريد وطلبه دون أى مواربة. أداء ترامب قد يكون مستغرباً، لكنه يتسق مع طبيعة تركيبته الشخصية. فالكثيرون يشعرون بالعجب وهم يراقبون أداء الرجل الذى يبدو وكأنه شخصية وقعت من بين صحائف أحد الكتب التى تصف حال الغرب فى العصور الوسطى، لكن الرجل يجد نفسه متسقاً مع ذاته. «ترامب» لا يدارى ولا يوارب، بل على العكس تماماً، ينظر بعين الحسد إلى بعض حكام العالم الثالث الذين يدخلون قصور الحكم، ولا يخرجون منها إلا بقوة عزيز مقتدر. يحسدهم على ما يتمتعون به من سلطة مطلقة فى صناعة واتخاذ القرار، يهمشون أو يحيدون فيه كل مؤسسات الدولة. «ترامب» تلبسته الحالة وتماهى بها وأصبح يعيش بـ«لوك» حاكم من العالم الثالث، يؤدى كما أدى حكام العصور الوسطى، لكن مشكلته الأساسية أنه لا يستوعب أن الشعب الأمريكى لا ينتمى إلى العالم الثالث. ربما تلهب الإثارة الترامبية خيال قطاع منه، لكنه فى النهاية يفهم أنه ينتمى إلى دولة مختلفة تحكمها ثقافة وقيم لا تتشابه مع الثقافة والقيم البالية التى تسود العالم