توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«دعه يسير.. دعه يمر»!

  مصر اليوم -

«دعه يسير دعه يمر»

بقلم: د. محمود خليل

عادت الأحاديث حول فيروس كورونا تتكاثر من جديد. فى اجتماع الحكومة يوم الأربعاء الماضى ذكر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أن التزايد الملحوظ فى أعداد المصابين بفيروس كورونا مؤخراً يدفعنا إلى الحذر ومتابعة تشديد الإجراءات الاحترازية وتطبيق العقوبات المحددة على المخالفين. كذلك حذرت وزيرة الصحة من أن ظهور موجة ثانية من الفيروس يرتبط بشعور زائف بالأمان لدى الناس بأن الوباء قد انتهى.

الحكومة تريد أن تلقيها على الشعب. وليس هكذا تؤتى الأمور. الشعور الزائف بانتهاء الفيروس نشأ وترعرع داخل نفوس الناس بسبب إهمالهم الشخصى، لكن ذلك لا يمنع من أن سياسات الحكومة من ناحية وأداء بعض أجهزة الإعلام من ناحية أخرى أسهما بدور فى تكريس هذا الشعور.

منذ عدة أسابيع والحكومة تتعامل مع الفيروس وكأنه فى طريقه إلى الزوال. فكل أوجه النشاط فى مصر عادت إلى سيرتها الأولى: أماكن العمل، الجامعات، المصايف، حتى ملاعب الكرة. الناس كلها تابعت إصرار اتحاد الكرة على عدم تأجيل أى مباراة للنادى المصرى، رغم ظهور 16 حالة إصابة بكورونا بين لاعبيه مع المباراة الأولى التى لعبها بعد استئناف الدورى. اتحاد الكرة أخذ الأمر ببساطة واستمر.

الأرقام اليومية التى تعلنها الحكومة عن عدد الإصابات والوفيات منحت المواطن هى الأخرى إحساساً بأن الفيروس ينحسر ويتراجع. فبعد عدة مئات من الإصابات اليومية، أصبحت الإصابات تعد بالعشرات، وبعد أن كانت الوفيات بالعشرات، باتت تعد بالآحاد. المواطن يثق فيما تعلنه الحكومة من أرقام. وأرقام الحكومة تقول إن الفيروس ينحسر.. فهل مطلوب منه ألا يصدق حكومته؟!.

وسائل الإعلام هى الأخرى قامت بدور فى توليد ما تصفه وزيرة الصحة بـ«الشعور الزائف» لدى المواطنين، فمع تراجع أرقام الإصابات والوفيات أخذت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن مصر المحروسة بعناية الله، والأداء المتميز لحكومتها فى التعامل مع الجائحة، فتهيأ للناس أن الأمور على ما يرام وأن العودة إلى الحياة الطبيعية أصبح أمراً محسوماً، فانطلق الناس إلى الشوارع والمقاهى والنوادى والمصايف، والتزاحم فى وسائل النقل العام، بلا حذر أو اكتراث.

ليس من الموضوعى أن تلقى الحكومة باللوم على الشعب. الناس أهملت. هذا أمر لا شك فيه، فقد تخلت نسبة لا بأس بها عن الكمامات والمطهرات ومراعاة الإجراءات الاحترازية التى التزمت بها خلال فترات الذروة، لكن الحكومة هى الأخرى أهملت، فبعد رفع الحظر كانت هناك متابعة دقيقة من جانب الأجهزة التنفيذية لالتزام المواطن فى أماكن التجمعات بالإجراءات الاحترازية، لكن يد المتابعة بدأت تخف وتتراخى شيئاً فشيئاً حتى توقفت.

يكفى أن أشير فى هذا السياق إلى تخلى الكثير من المؤسسات العامة عن قياس درجة الحرارة للداخلين إليها، أمامك الجامعات التى شهدت خلال الأسابيع الماضية امتحانات السنوات النهائية، وبدأت منذ بضعة أيام امتحانات الدراسات العليا. فى البداية كان الداخل إلى الجامعة يخضع لقياس درجة الحرارة ويتأكد مسئولو الأمن من ارتدائه الكمامة. أما الآن «فدعه يسير.. دعه يمر»!.

الناس أهملت فى الإجراءات.. والحكومة تراخت فى المتابعة.. فكانت النتيجة عودة الأرقام إلى الارتفاع مرة أخرى. لقد تصالحت كل دول العالم على أن عجلة الحياة لا بد أن تدور من جديد، مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة للحماية من الفيروس، أما الانطلاق بلا ضوابط فخطر محقق لا بد أن ينتبه إليه المواطن والحكومة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«دعه يسير دعه يمر» «دعه يسير دعه يمر»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon