توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيانة جماعية..!

  مصر اليوم -

خيانة جماعية

بقلم: د. محمود خليل

تصريحات نارية ترددت على لسان الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» عشية الإعلان عن فشل «مصطفى أديب» فى تشكيل حكومة لبنانية جديدة.

هاجم «ماكرون» حزب الله، ووصف الشعب اللبنانى بـ«المخطوف» من قبل طبقة سياسية تفضل مصالحها الشخصية والعائلية والحزبية على المصلحة الوطنية العامة، وهدد الفرقاء اللبنانيين بضرورة الوصول إلى حل وإلا تعرض بلدهم لعقوبات.

مسألة التلويح بالعقوبات ليست بعيدة بحال عن التركيبة العقلية لصانع القرار فى الغرب وهو يتعامل مع المنطقة التى نعيش فيها. فما أكثر ما يفرض من عقوبات أو يهدد بها.

تعامل الأمريكيين مع الإيرانيين واضح، فيما يتعلق بمواصلة فرض العقوبات ومحاصرة طهران بالعقوبات الاقتصادية، وقد وصل الأمر بهم فى التجربة العراقية - عام 2003- إلى حد غزو هذا القطر العربى الشقيق غزواً عسكرياً غاشماً. وقد أدى هذا الغزو كما تعلم إلى ضياع المنطقة بأكملها ودخولها فى حالة فوضى عارمة يسرت لإيران -عدو الأمريكان اليوم وأحد حلفائهم بالأمس- فرصة مد أرجلهم إلى المنطقة.

مشكلة صناع القرار فى الغرب أنهم لا يفهمون العقلية العربية بشكل جيد، لا الأمس ولا اليوم. فبالأمس غزا الأمريكان العراق وسيطروا على بغداد فى ثلاثة أسابيع، وأسقطوا نظام صدام حسين.. فماذا كانت النتيجة؟. إنها ببساطة تغلغل إيرانى غير مسبوق، وتغول التنظيمات الإرهابية بصورة غير طبيعية وصلت إلى حد تكوين «دولة» فى شكل تنظيم أو تنظيم فى صورة دولة، هو تنظيم «داعش»، وأصبح العراق مهدداً بالتفكك، ذلك الوباء الذى تزحف جرثومته فى كل يوم إلى دولة عربية جديدة.

فوجئ ماكرون بنوع من الرفض الجماعى من جانب الساسة اللبنانيين للسير نحو حل توافقى للمشكلة اللبنانية تحت المظلة الفرنسية، فانفلت لسانه باتهام الساسة اللبنانيين بـ«الخيانة الجماعية».

مشكلة «ماكرون» ببساطة أنه لا يفهم العقلية العربية وأساليب تفكيرها والثقافة الحاكمة لها وكيفية تعاطيها مع الأحداث. وهو الخطأ نفسه الذى وقع فيه الأمريكان حين تصوروا أيام غزو العراق أن شعبها الذى يعانى محنة الديكتاتورية والاستبداد، فسوف يستقبل جنودهم بالورد!.

أحد المسئولين الأمريكان عن التحقيق مع «صدام» بعد القبض عليه، حكى أن الرئيس العراقى ذكر له أن الأمريكان سيفشلون، وعندما سأله عن السبب قال له «صدام»: لأنكم لا تفهمون الطبيعة العربية ولا العقلية العربية ولا الثقافة العربية.

تشكك المسئول الأمريكى فى كلام «صدام» فى البداية، لكنه أخذ فى تصديقه بمرور الوقت، عندما سقط العراق فى شرك الحرب المذهبية بين السنة والشيعة، وتحول جنود وضباط الجيش العراقى الذى قرر الحاكم الأمريكى «بول بريمر» تسريحه إلى حركة مقاومة متحالفة مع فلول البعث. وانتهى المشهد بتشكيل تنظيم الدولة «داعش» وتواصلت حلقات السقوط فى هذا القطر الشقيق بالصورة التى تعلمها.

لبنان يعيش مشكلة كبرى. هذه مسألة لا خلاف عليها، وسر هذه المشكلة يتعلق بتدخل أطراف خارجية فى صياغة المشهد بداخله، والطرف الفرنسى هو طرف خارجى أيضاً، ووجوده على خط الأزمة هناك لن يسهم فى حل المشكلة، بل سيضيف عبئاً خارجياً جديداً إليها، قد يزيد من تعقيدها.

على اللبنانيين أن يحلوا مشكلتهم بأيديهم وداخل بيتهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيانة جماعية خيانة جماعية



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon