توقيت القاهرة المحلي 21:12:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حاجة فى نفس «أدهم»

  مصر اليوم -

حاجة فى نفس «أدهم»

بقلم : محمود خليل

«أدهم» ابن الوظيفة الميرى كان سراً خاصاً من أسرار ثورة 1919. علّمته تجربته الوظيفية التى بدأت مع الوالى الكبير محمد على أن الهدوء واستقرار الأوضاع خير وأبقى له من الاضطرابات والاحتجاجات التى تُقلق حياته الآمنة بالدخل الثابت والمطمئنة بقبض المرتب أول كل شهر. عندما اندلعت أحداث ثورة «عرابى» لم يشارك فيها «الأداهم الموظفون»، بل قل إنهم كانوا أكثر فريق عاب عليه ما فعل، وكالوا له الاتهامات، وعلى رأسها التسبّب فى احتلال البلاد، كان شأنهم شأن الموظفين فى كل زمان ومكان يبحثون عن السبب الأسهل والأقرب ويتعلقون به. أنكر الموظفون على من شاركوا فى «هوجة عرابى» اندفاعهم غير المحسوب، بل أخذوا يدافعون عن الأجانب وانضباطهم فى العمل والتزامهم بالنظام فى وقت يفضل فيه العامة والدهماء الفوضى التى تساعدهم على الانفلات والسلب والنهب والخطف! مشاركة الأداهم الموظفين فى ثورة 1919 كانت حدثاً فريداً من نوعه، فقد كانت تلك المرة الأولى التى يتحركون فيها هذا التحرك، ويضربون عن العمل لمدة 3 أيام، مشاركة منهم فى الفعاليات التى شهدها الشارع المصرى حينذاك، لكن المضحك فى الأمر أن الأيام أثبتت أن المشاركة فى الثورة كان أساسها حاجة فى نفس «أدهم الموظف»، فلما قضاها اختلف موقفه، وكان سحب الموظفين من الشارع أول خطوة فى تفكيك «الكتلة الأدهمية» التى تلاحمت ضد سلطة الاحتلال.

فى بداية إضراب الموظفين، حاولت الحكومة إثناءهم عن ذلك وإقناعهم أن هذه الخطوة لا تليق بتاريخهم وأن من واجبهم ألا يؤدوا كما يؤدى الغوغاء، لكنهم أصروا على موقفهم. فقد كان أغلبهم يعانى من الغلاء الذى تسبّبت فيه أحداث الحرب، كما كانوا يعانون من مظالم عدة فى الترقيات، فى وقت كانت تنصف فيه الحكومة الموظفين الإنجليز العاملين فى دواليبها كل الإنصاف. تلك هى الحاجة التى جالت فى نفس الأداهم الموظفين ودفعتهم إلى المشاركة فى ثورة 1919. عجزت وزارة حسين رشدى الرابعة عن السيطرة على إضرابهم، ونتج عن ذك إقالتها وتشكيل حكومة جديدة، برئاسة محمد سعيد باشا.

وضعت الحكومة الجديدة يديها على الجرح، فقررت -بعد أسابيع قليلة من تشكيلها- منح الموظفين علاوات وترقيات استثنائية. يحكى المؤرخ عبدالرحمن الرافعى ذلك فى كتابه «ثورة 1919»، قائلاً: «قرر مجلس الوزراء فى 26 يونيو 1919 تخصيص مبلغ 800.000 جنيه لمنح الموظفين العلاوات فى شكل استبقاء إعانة الحرب مع زيادتها بمقدار 50%، هذا إلى تحسين درجات كثير من الموظفين والإغداق عليهم بالرتب والنياشين، وأرادت الوزارة بذلك كله اجتذابهم إلى صفها، وكان لهذه العلاوات أثرها فى إبعاد الموظفين عن الحركة الوطنية، وتراخى صلتهم بها، بل التنكر لها أحياناً، والتفاتهم إلى مصالحهم الشخصية». إنه الدواء مضمون المفعول مع «الأداهم الموظفين»، العلاوة والترقية هى الوسيلة الأمثل لإعادة هذه الفصيلة الأدهمية إلى عش الراحة والهدوء وإيثار العافية والسلامة على ما عداها. والواضح أن سلطة الاحتلال كانت واعية بذلك كل الوعى، فكان باب «الأداهم الموظفين» أول باب طرقته لتفكيك حلقات التمرد التى غلبت على الشارع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاجة فى نفس «أدهم» حاجة فى نفس «أدهم»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026

GMT 05:40 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

ديكور منزل هيفاء وهبي في بيروت يخطف الأنفاس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon