توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بايدن».. و«ترامب»

  مصر اليوم -

«بايدن» و«ترامب»

بقلم: د. محمود خليل

كانت ساخنة.. وبدأت باشتباك مبكر بين طرفيها.. كذلك يمكن أن نصف المناظرة التى تمت بين جو بايدن (مرشح الحزب الديمقراطى) ودونالد ترامب (مرشح الحزب الجمهورى) على شرف الانتخابات الأمريكية (نوفمبر المقبل).

«ترامب» بدا عصبياً فى مواضع، وحاول أن يعالج عصبيته بحركاته التمثيلية المعهودة.. و«بايدن» كان مرتبكاً فى بعض المواقف، وكان يحاول مداراة ارتباكه بابتسامة بدت مصنوعة.

آلية أساسية اعتمد عليها «بايدن» تتمثل فى «السخرية والتسفيه». السخرية من غرام «ترامب» بملاعب التنس والجولف فى وقت يترك فيه الدولة «تضرب تقلب»، كما ذكر فى سياق تعليقه على أداء الرئيس الأمريكى فى أزمة كورونا التى مثلت مساحة جيدة لبايدن هاجم من خلالها أداء «ترامب»، أما التسفيه فقد بلغ قمته فى اللحظة التى وصف فيها «بايدن» غريمه بأنه أسوأ رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية!.

فى المقابل، اعتمد «ترامب» على آلية خبيثة فى هذا الطرح الذى قدمه «بايدن» من خلال التلميح إلى أن بعض أفكاره فى الرعاية الصحية والاجتماعية تجعله قريباً من «أهل اليسار» ومن المتعاطفين مع الاشتراكية، فى محاولة لاستدعاء مخزون المكارثية الراقد فى العقل الأمريكى، واستعداء رجال الأعمال، وهم من أكثر الجماعات تأثيراً على مسار الانتخابات الأمريكية، لكنه لم يتمكن من الإفلات من الهجوم على الإعلام -كما تعود- واتهامه بالوقوف إلى جانب «بايدن».

اجتهد «بايدن» فى الظهور فى صورة المحافظ على القيم الأصيلة للمجتمع الأمريكى، فى حين بان على «ترامب» رغبته فى التعبير عن قيم عالم الرأسمالية الجديدة.

لا نستطيع أن نقول إن أحد المرشحين ركب الموقف على حساب الآخر. فكلاهما قدم ما يخدم أهدافه فى الفوز بالانتخابات، لكن استطلاعاً للرأى أجرته قناة «سى إن إن» خلص إلى أن 6 من كل 10 مواطنين أمريكيين شاهدوا المناظرة، وأن النسبة الأكبر منهم وجدت أن «بايدن» قدم أداء أفضل، وأنه بدا أكثر مصداقية من «ترامب».

استطلاعات الرأى عموماً لا يُشترط أن تقدم توصيفاً دقيقاً أو أميناً للموجود على أرض الواقع. ففى الانتخابات الماضية مالت نتائج هذه الاستطلاعات لصالح هيلارى كلينتون، وكان أداؤها أكثر تفوقاً على «ترامب» فى المناظرة التى تمت بينهما، ورغم ذلك فاز الأخير فى سباق الرئاسة. ولا يعنى ذلك بحال أن الأمور سوف تسير هذه المرة مثلما سارت فى المرة الأولى. فأمور عديدة فى نظرة وتفكير المواطن الأمريكى ربما تكون قد اختلفت عما كانت عليه الحال قبل 4 سنوات.

فى كل الأحوال تقدم المناظرة مؤشراً على قيمة وأهمية تعدد وتنوع الأصوات. فالمواجهات بين الأطراف المتنافسة تؤدى إلى تحسين قدرة الجمهور على إدراك الحقيقة واستخلاصها، وبالتالى تطوّر من قدرته على الاختيار، وتعلّم الفرد أن الحقيقة لا توجد فى جعبة أو جراب واحد، وإنما يمكن أن يكون جزء منها لدى طرف، وجزء ثان لدى طرف آخر، وأنها تولد فقط من رحم التفاعل المشترك بين الأصوات المتنوعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بايدن» و«ترامب» «بايدن» و«ترامب»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon