توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفراح.. وذكريات

  مصر اليوم -

أفراح وذكريات

بقلم: د. محمود خليل

تابعت مثل غيرى حكاية الشاب إبراهيم عبدالناصر بائع الفريسكا الحاصل على الثانوية العامة بمجموع 99.6% من مدرسة شهداء 25 يناير بالإسكندرية. أعجبت باجتهاده وسعيه الذى كلله الله تعالى بالنجاح والتوفيق. معرفة الغالبية بالشاب المجتهد بدأت عبر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى يتحدث فيه إبراهيم عن تفوقه فى الثانوية وهو يحمل صندوق الفريسكا، بعدها تحول الشاب الصغير إلى بطل من أبطال السوشيال ميديا، وتصاعدت موجات الاهتمام به شيئاً فشيئاً لتنتقل من الافتراضى إلى الواقعى، ومن الشعبى إلى الرسمى.

تحولت تجربة محمد المشتهرة عبر مواقع التواصل إلى فرح كبير، فامتدت إليه الكثير من الأيادى لتساعده وتحفزه. بادرت الحكومة إلى دعمه واتصل به وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبدالغفار، وأخبره بالموافقة على توفير منحة كاملة للشاب الذى اختار جامعة الإسكندرية!. الواضح أن المنحة كانت للدراسة بإحدى الجامعات الأهلية -التى انطلقت هذا العام- وليس بجامعة الإسكندرية التى سيلتحق بها الشاب عن جدارة، بفضل مجموعه، لأن جامعة الإسكندرية ما زالت بالمجان فى حدود علمى.

تدفقت بعد ذلك اللقاءات والدعوات الموجهة إلى لقاء الطالب من جانب عدد من المسئولين وغيرهم بصورة بدا الأمر معها وكأنه فرح والكل يتسابق إلى تقديم واجب «النقطة». وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى دعا الطالب للقاء. رئيس جامعة الإسكندرية التقى الطالب هو الآخر واحتفى به، ونال الطالب صورة مع مجموعة من القيادات من أعضاء مجلس الجامعة. وقِس على ذلك.

الطالب يستحق ولا شك. ومؤكد أنه سعيد بذلك ويحق له أن يسعد. وجميل أن يبادر مسئولو الدولة ونجوم المجتمع إلى تكريمه. فالكل يريد أن يبعث برسالة مفادها أنهم يكرمون العلم ومحبيه والمجتهدين فى ساحاته، وعندما يقترن العلم بشاب يسعى فى حياته بشرف، يعمل ويكد، ويذاكر ويتفوق فإن اهتمامهم يكون أشد وأقوى.

لست أدرى لماذا قفز فى ذهنى فجأة قصة «عبدالحميد شتا» الذى رفضت وزارة التجارة الخارجية تعيينه عام 2002 رغم اجتيازه كل الاختبارات المطلوبة، وقيل له إن سبب رفضه أنه «غير لائق اجتماعياً»، فتأزم المسكين نفسياً وانتحر. أتذكر هذه القصة التى وقعت قبل 18 عاماً من الآن وأتساءل ماذا لو كانت مواقع التواصل الاجتماعى أيامها بقدر الكثافة والانتشار الذى تحظى به هذه الأيام؟. أعلم أن شيئاً لا يغير ما قدره الله، لكننى أفترض افتراضاً تخيلياً وأسأل: هل كان من الممكن أن تنقلب الدنيا لعبدالحميد شتا وغيره من «غير اللائقين» ويمنحون حقوقهم ويكافأون على اجتهادهم؟!.

الإجابة عن هذا السؤال يمكن أن نجدها فى باطن إجابة سؤال آخر يقول: ماذا لو عايشنا واقعة تشابه واقعة عبدالحميد شتا خلال الأيام الحالية؟. هل سنجد من يهرولون بالسرعة نفسها إلى رفع الظلم عن «شتا» -رحمة الله عليه- مع نفحه بالمنح والهدايا رداً لاعتباره المهدر على يد العبارة القاتلة: «غير لائق اجتماعياً». ربما تكون الدنيا اختلفت.

أسأل الله تعالى أن يحفظ الشاب الجميل إبراهيم عبدالناصر، وأن يلهمه الحرص على إلقاء هذا المولد وراء ظهره، وأن يجتهد فى تعلم الطب، ليسطع نجمه، ليس فى سماء مصر وحدها بل فى سماء العالم كله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفراح وذكريات أفراح وذكريات



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon