توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مسألة «السلام»

  مصر اليوم -

فى مسألة «السلام»

بقلم: د. محمود خليل

مسألة السلام أو الدخول فى مفاوضات مع إسرائيل لاسترداد سيناء بعد احتلالها عام 1967 كانت حاضرة بقوة فى رأس «أنور السادات» عندما تولى الحكم أواخر عام 1970. ودّ الرجل لو تمكن من حل القضية عبر المسارات التفاوضية، لكن الظروف لم تكن تتيح له ذلك قبل عام 1973. كان عليه أن يخطو خطوة نحو الحرب تعقبها عدة خطوات نحو السلام.

خاضت قواتنا المسلحة حرباً مبهرة فى أكتوبر 1973، تمكنت فيها من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف والتوغل لبضعة كيلومترات داخل سيناء. لم يكن فى الإمكان أبدع مما كان، وكل ما يردده البعض حول أن السادات تلكأ عن التحرك لمسافات أكبر داخل أرضنا المحتلة تفتقر إلى الواقعية. فالحرب ليست جندياً وسلاحاً فقط، بل هى اقتصاد وظروف دولية وظروف داخلية أيضاً. «السادات» بدا واقعياً للغاية وهو يقبل بوقف إطلاق النار والدخول فى مفاوضات «الكيلو 101».

لم يبدأ «السادات» السير فى طريق السلام إلا عندما غير معطيات المشهد على الأرض، بعدها بدأ يتحرك بمبدأ «السلام مقابل الأرض»، وكان يقصد بالأرض وقتها الأرض العربية ككل. من هذا المنطلق وقّع السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل، وبموجبها تم تحرير أرض سيناء. استرد «السادات» الأرض مقابل التوقيع على ورقة.

لم يمنح «السادات» إسرائيل «سلاماً مجانياً»، بل منحها «سلاماً مدفوعاً». ومبدأ «الأرض مقابل السلام» الذى رفضه العرب أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات مثل شعاراً أساسياً للعديد من المبادرات التى صدرت عنهم -فيما بعد- لإقامة سلام شامل وعادل مع إسرائيل. كل العرب رفعوا شعار «الأرض مقابل السلام»، لكن الظروف كانت قد تغيرت. وما قبلته إسرائيل بالأمس لم يعد مقبولاً لدى ساستها اليوم، بل وأصبحت تتعامل مع العرب بمبدأ «السلام مقابل الأرض»، بمعنى أن على العرب السكوت عن الأرض التى تحتلها إسرائيل مقابل أن يحظوا بعلاقات سلام معها.

المسألة فى الأول والآخر ترتبط بـ«التأثير الدولى المتصاعد لإسرائيل». والسلام مع إسرائيل من وجهة نظر بعض العرب يعنى المزيد من الحماية الدولية لهم. فإسرائيل أصبحت أشبه بشركة علاقات عامة تستطيع أن تبيض أو تسود وجه نظام سياسى أو دولة عربية معينة على مستوى العالم بحكم ما تملكه من تأثير دولى، وهى مثل كل الشركات التى تعمل فى هذا المجال تقدم خدمات مدفوعة.

للشعوب وهى تراقب خطوات السلام ما بين العرب وإسرائيل حسابات أخرى. قد تكون خطوات الساسة محل تقدير من جانبها، كما قدّر قطاع لا بأس به من المصريين خطوة السلام التى خطاها «السادات» عام 1977، لكن الكل اتفق على رفض فكرة «التطبيع الشعبى» كخطوة لاحقة لـ«التطبيع الرسمى».

عزوف الشعوب العربية عن التطبيع مسألة تُقلق صانع القرار فى تل أبيب، وهو يبذل جهداً دعائياً كبيراً فى هذا السياق، يستخدم فيه مواطنين إسرائيليين كانوا يعيشون فى الدول العربية قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948، لكن كل جهودها لم تحقق تحولاً ملموساً حتى اللحظة، لأنها ببساطة لا تفرق بين المزاج الرسمى والمزاج الشعبى. الخطوط واضحة فى ذهن الشعوب، فهى لا تفهم حكاية «السلام من أجل السلام»، لأنها تؤمن بأن السلام الحقيقى يبدأ برد الحقوق المسلوبة، بعدها يمكن أن تجلس وتتحدث عن تطبيع حقيقى بين الطرفين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مسألة «السلام» فى مسألة «السلام»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon