توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإنسان و"المال"

  مصر اليوم -

الإنسان والمال

بقلم: د. محمود خليل

بالتزامن مع عودة «كورونا» إلى الضرب من جديد داخل العديد من الدول الأوروبية تزايد عدد العاطلين عن العمل.

ارتفع معدل البطالة فى بريطانيا من 3.9% إلى 4.1%. وأصبح طابور العاطلين هناك يضم ما يزيد على 3.5 مليون مواطن.

وفى فرنسا أظهرت بيانات وزارة العمل ارتفاع عدد طلبات الحصول على إعانة بطالة والباحثين عن عمل بوتيرة قياسية وذلك بالتزامن مع جائحة «كورونا».

وفى الولايات المتحدة الأمريكية توقع البعض أن تصل نسبة البطالة فيها إلى ما يقرب من 20% جراء انتشار فيروس كورونا، ويقدر البعض عدد العاطلين عن العمل من الأمريكان بنحو 42 مليون مواطن.

تراجعت هذه الأرقام قليلاً بالتزامن مع التخفف من الإجراءات الاحترازية عقب الموجة الأولى من كورونا، لكن الموجة الثانية تنذر بعودتها إلى الارتفاع وبشكل أكثر حدة خلال الفترة القادمة.

المسئولون داخل منظمة الصحة العالمية يؤكدون أننا على مسافة عدة شهور من الوصول إلى فاكسين أو علاج للفيروس، وأن ذلك قد لا يتحقق قبل نهاية 2021، ما يعنى أن العالم فى سبيله للدخول فى شرك أزمة مالية واقتصادية لا يستطيع أحد التكهن بحجمها أو مداها.

ارتفاع أعداد العاطلين يمنحك مؤشراً حول حالة الأسواق فى العالم. فثمة حالة من الركود التى ضربت نشاطات اقتصادية بعينها كانت تستوعب كماً كبيراً من العمالة.

إنها دائرة مرعبة. فالركود يؤدى إلى توقف المشروعات، وتوقف المشروعات يؤدى إلى البطالة، والبطالة تؤدى إلى العجز عن الشراء وتسديد القروض الصغيرة، مما يؤدى إلى مزيد من التعثر الاقتصادى.

فى عام 1929 أدى انهيار بورصة نيويورك وغيرها من البورصات العالمية إلى ارتفاع معدلات البطالة وخسارة الأموال بصورة أذهلت الكثيرين. وصل الأمر إلى حد أن البعض كان يجلس فى الشوارع يتسول الطعام أو يبحث عنه فى سلال المهملات.

وفى عام 2008 ضربت العالم أزمة مالية جديدة نتجت عن أزمة القروض العقارية. وانتهت إلى مجموعة من المشاهد البائسة التى لم تبرح مخيلة العالم حتى اللحظة، بعد أن عجز الكثير من المقترضين عن سداد ما عليهم من أقساط مستحقة للبنوك، فأفلست بعض مؤسسات المال، واهتز العالم جراء هذه الأزمة إلى حد الترنح.

والسؤال: هل تقود «كورونا» -مع استعار موجتها الثانية- العالم إلى أزمة مالية جديدة تشبه أزمتى 1929 و2008؟. الأمر أصبح وارداً، إن لم يكن قد بدأ فعلاً. فارتفاع أرقام البطالة وانتقال عدواها من دولة إلى أخرى يعد أبرز مؤشر على حالة الاهتزاز التى ضربت الاقتصاد العالمى.

وهناك عاملان يزيدان من احتمالية الوقوع فى براثن الأزمة، أولهما عدم وجود تعاون بين الدول لإيقاف زحفها، فى سلوك يتشابه مع ما حدث فى أزمة 2008، حين فضلت كل دولة أوروبية حل مشكلتها بشكل فردى، ورفضت أى تعاون مع غيرها من الدول المجاورة. وثانيهما عدم قدرة العديد من حكومات العالم على التدخل من أجل إنقاذ المشروعات المتعثرة نتيجة جائحة كورونا.

العالم فى حاجة إلى التعاون أكثر من أى وقت مضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان والمال الإنسان والمال



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon