توقيت القاهرة المحلي 00:05:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النسخة الناجية من «التوراة»

  مصر اليوم -

النسخة الناجية من «التوراة»

بقلم: محمود خليل

لم تكن العجوز الكفيفة المعروقة التى قابلها «عُزير» على باب داره سوى خادمته التى تركها شابة قوية فتية قادرة عمرها 20 عاماً. لم يعرفها «عُزير» بالطبع بعد أن أكل عليها الزمان وشرب، سألها: أهنا منزل عزير؟ قالت: نعم هذا منزل عُزير، ثم بكت وقالت: ما رأيت أحداً من كذا وكذا سنة يذكر عُزيراً، وقد نسيه الناس، قال: فإنى أنا عُزير، كان الله أماتنى مائة سنة ثم بعثنى، قالت: سبحان الله! فإن عُزيراً قد فقدناه منذ مائة سنة، فلم نسمع له بذكر، قال: فإنى أنا عُزير، قالت: فإن عُزيراً رجل مستجاب الدعوة يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء، فادع الله أن يرد علىَّ بصرى حتى أراك، فإن كنت عُزيراً عرفتك، فدعا ربه ومسح بيده على عينيها فصحتا.

كانت الخادمة العجوز دليل عزير إلى أهله الذين لم يكن تبقى منهم سوى ولد له تركه وعمره 18 سنة، وجد عُزير البالغ من العمر 40 سنة ولده شيخاً متهالكاً، عمره 118 عاماً، ووجد أحفاده شيوخاً كباراً يجرجرون أقدامهم، نظر إليهم مشدوهاً، ونظروا إليه مندهشين، هتف ابنه بعلامة كانت لأبيه بين كتفيه، وتحقق الجميع أنه أبوهم وجدهم عزير. لك أن تتخيل هذا المشهد الذى يجلس فيه الأب والجد الشاب مع ولده الوحيد الباقى وبنى بنيه، الذين أكلهم الزمان، فباتوا شيوخاً على عتبة الفناء.

كان عُزير آخر من تبقى من بنى إسرائيل ممن يحفظ التوراة، بعد أن أحرق بختنصر المتوافر من نسخها، فكأن الله تعالى أعاده ليدونها من جديد فى الصحف قبل أن يبلى ويذهب إلى ربه، ذلك ما حكاه «ابن كثير» فى «البداية والنهاية»، ويدلك هذا على حكمة جديدة فى قصة هذا العبد الصالح، فقد أراد الله تعالى أن يرد من خلاله كتابه إلى الأرض، بعد أن ظن أحد البغاة أنه قضى عليه، واستسلم الناس لهذه الفكرة، وأخذوا يرددون أن كتابه ذهب من الأرض، بعد أن أحرق بختنصر نسخه، ومات من كانوا يحفظون شيئاً منه، دون أن يدونوا ما يحفظون. لقد قضت مشيئة الله أن يعود عزير إلى الحياة ليتمم هذه المهمة.

ينقل «ابن كثير» مسألة أن «عزيراً» كان آخر مَن يحفظ التوراة عن وهب بن منبه، ما يفرض علينا أخذها بنوع من الحذر، لكن يبقى أن هذا التبرير يعكس جانباً فى الفكر الإنسانى الباحث باستمرار عن الحكمة الكامنة وراء الأحداث العجيبة المدهشة، مثل هذه الحادثة التى وقعت لعزير، ذلك الذى تشكك للحظة فى قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، فأماته الله تعالى 100 عام ثم بعثه، وبعث معه حماره وطعامه، فالحكمة فى القصة -على المستوى الفردى- تتمثل فى إثبات رحمه الله بعبده المؤمن وعطفه عليه وعدم تركه لظنونه وهواجسه، والأخذ بيده نحو شاطئ اليقين، أما الحكمة العامة فتمثلت فى الإشارة إلى ما أراده الله تعالى من أن يبعث لبنى إسرائيل التوراة من جديد، الكتاب الذى دفنت آياته فى صدر «العُزير» الذى اختفى منذ 100 عام واستعوض الناس الخالق فيه وفى التوراة، لكن الله شاء أن يبعث الاثنين من جديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النسخة الناجية من «التوراة» النسخة الناجية من «التوراة»



GMT 09:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 08:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
  مصر اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon