توقيت القاهرة المحلي 07:09:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأوكازيون.. والزبون

  مصر اليوم -

الأوكازيون والزبون

بقلم : محمود خليل

الأوكازيون فرصة لكل من البائع والمشترى.. يخفض البائع الأسعار فيبيع أكثر ويربح أكثر.. ويستفيد المشترى بالحصول على السلعة بسعر أقل.

الأوكازيون الشتوى الحالى يوشك على الانتهاء (أواخر فبراير الحالى) فى وقت تشير فيه تقارير إعلامية عديدة إلى أن حجم الإقبال على الشراء ضعيف للغاية، وتنقل شكوى العديد من التجار من أنهم لم يحققوا المستهدف من التخفيضات التى قرروها على أسعار الملابس بسبب ضعف الإقبال.

البعض عزا ضعف الإقبال إلى الطقس السيئ الذى لا يشجع على الخروج، وأوضاع كورونا التى تشجع على التباعد وعدم التزاحم، بالإضافة إلى حالة الركود العام.

أسباب تبدو معقولة، لكن يبقى أن جوهرها يتحدد فى ضعف القدرة الشرائية للزبون.

نسبة كبيرة من دخل المواطن الآن تلتهمها الاحتياجات الأساسية الخاصة بالطعام والدواء والتعليم. فأسعار «الأكل والشرب» تشهد ارتفاعات متوالية، وكذا أسعار الأدوية، وتكلفة التعليم.

ظهور فيروس كورونا وما ارتبط به من ارتباك اقتصادى عالمى، وما أدى إليه من توقف بعض الأعمال والأنشطة، وضمور بعضها الآخر ساهم أيضاً فى تعقيد الموقف المعيشى والاقتصادى للمواطن.

لذا كان من الطبيعى أن يستغنى المواطن عما يمكن الاستغناء عنه -أو تأجيله- من احتياجات مثل «اللبس» وبعض أوجه «الترفيه» وغيرها.

تكلفة الاحتياجات الاستهلاكية اليومية للمواطن اليوم أصبحت تأكل كل دخله، ذلك إذا استطاع دخله أن يوفيها، ولم يعد لديه قدرة على تمويل شراء أى سلع أخرى ذات طابع استراتيجى طويل الأمد.

«الجاكيت» الذى يشتريه المواطن على سبيل المثال بـ«500 جنيه» يمكن أن يرتديه لمدة سنتين، ما يعنى أن تكلفته اليومية عليه تقل عن جنيه، وهى تكلفة تقل كثيراً عن التكلفة اليومية المقابلة لما يحتاجه لتغطية احتياجاته اليومية من الخضار أو الدواء أو الشاى أو البقالة وغيره، ومع ذلك لا يشتريه، لأن تكلفة تنظيف «الجاكيت» على مدار مدة استهلاكه أصبحت تفوق سعره بكثير.

وبالتالى أصبح سعر استهلاك «الجاكيت» يفوق سعر شرائه، وقس على ذلك باقى السلع الأكثر ضخامة. احسب على سبيل المثال تكلفة الاستهلاك اليومى للسيارة قياساً إلى سعرها الإجمالى.

نتيجة لذلك أصبحت كل السلع طويلة الأمد أحلاماً مؤجلة بالنسبة للكثيرين، وبالتالى لن يفرق مع المواطن كثيراً أن يقل سعرها فى أوكازيون، أو فى معارض سنوية، أو أن يكون سعرها كاش أو بالتقسيط وغير ذلك.

الركود الذى يضرب بعض الأسواق المحلية والعالمية يبدو طبيعياً فى ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطن المحلى والعالمى. والحكومات الذكية هى التى تحاول أن تدعم القدرة الشرائية للمواطن قدر ما تستطيع.

الإدارة الأمريكية فعلت ذلك على هامش الركود الذى بدأت تشهده الأسواق جراء أزمة كورونا، فبادرت إلى ضخ مليارات الدولارات لدعم المواطن وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة حتى تستطيع المواصلة.

فزيادة المال فى يد المواطن -وليس إنقاصه- هى السبيل الأول لإنعاش الاقتصاد، لأن شح المال أو ندرته يؤدى إلى الركود، والركود يؤدى إلى توقف المشروعات، وتوقف المشروعات يؤدى إلى ضرب الاقتصاد.

إنها دائرة مرهقة تمسك برقاب المواطنين والحكوما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأوكازيون والزبون الأوكازيون والزبون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon