توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عون» الشعب اللبنانى

  مصر اليوم -

«عون» الشعب اللبنانى

بقلم : محمود خليل

تتبُّع خرائط تفكير بعض المسئولين العرب وانعكاساتها على الأداء أمر يثير العجب. وللمرء أن يسأل هل يؤدى المسئول العربى -وهو يؤدى- بوعى أو توقُّع لردود فعل الشارع.. أم أنه يفكر ويتحدث ويتصرف من وراء أبنية زجاجية تبالغ فى عزله عن صوت الناس وفكرهم وتصوراتهم للأمور؟. حقيقة الأمر أن هذا النمط من المسئولين لا يستوعب التحولات السياسية التى شهدتها المجتمعات العربية مؤخراً والتى أصبحت الشعوب معها رقماً مهماً فى المعادلة السياسية، وتراجع فيها دور الأحزاب والكتل والتيارات السياسية. هذه الحقيقة تنطق بها الأحداث التى تتفاعل داخل العالم العربى من الخليج إلى المحيط.

أقول ذلك بمناسبة اللقاء التليفزيونى الذى قدم فيه العماد ميشال عون رئيس جمهورية لبنان تصوره لما يشهده الشارع اللبنانى من مظاهرات منذ بضعة أسابيع. كلام كثير تردد على لسان «عون» تحدث فيه عن الشارع الثائر الذى أصبح خنجراً فى ظهر الدولة، ومساهمة المظاهرات فى إضعاف مؤسساتها عبر ما يقوم به من مظاهرات، ثم سخّن لسانه أكثر فدعا المتظاهرين الذين لا يعجبهم أداء رئاسته إلى الهجرة إلى خارج لبنان. ردّ الشعب اللبنانى على «عون» كان سريعاً فقد نزل إلى الشوارع ليعرب عن غضبه مما جاء على لسانه، وساد المشهدَ نوع من العصبية أدت إلى سقوط قتيل من بين المتظاهرين، ولاذ الكثيرون إلى مواقع التواصل ودشَّنوا وسماً على تويتر تحت عنوان «ما بدّى أهاجر» رد فيه بعض اللبنانيين الدعوة بمثلها فطالبوا الحكومة والمسئولين بترك لبنان!.

«عون» دعا المعارضين اللبنانيين إلى الهجرة ما داموا لا يرضون عن أداء الحكومة والرئاسة، ومن قبله خرج حسن نصرالله زعيم حزب الله مهدداً ومتوعداً، ومن قبله ظهر جبران باسيل وزير الخارجية اللبنانى عازفاً على النغمة نفسها، ما يعنى أن التهديد أصبح خطاً متصلاً بين العديد من المسئولين اللبنانيين. وهو خط يصلهم بالعديد من المسئولين المشابهين داخل دول عربية أخرى. فكلما غضب مسئول عربى على معارضيه أو منتقديه سواء من المعارضين أو المواطنين العاديين نادى فيهم بالهجرة وترك البلاد ما دام لا يعجبهم الوضع فيها!. ولست بحاجة إلى تذكيرك بما يؤشر إليه هذا الكلام من وجود شعور لدى هذا النوع من المسئولين بأنهم أصحاب البلد ومالكوها والمتصرفون فى أمور أهليها، وما يحمله من عدم وعى بالتحولات السياسية الآخذة فى التفاعل داخل الشوارع العربية والتى تؤكد الحضور الملحوظ للبشر العاديين وإصرارهم على المشاركة فى صناعة القرارات التى تمس معيشتهم.

ومما يزيد العجب أن التجربة تقول إن العديد من المسئولين الذين تتردد على ألسنتهم «أحاديث الهجرة» لا يجيدون فى مواقع مسئوليتهم. جبران باسيل على سبيل المثال كان وزيراً للكهرباء وفشل فى حل أزمة الكهرباء التى يعانى منها الشعب اللبنانى، ناهيك عن عجز الحكومة ككل عن معالجة مشكلة البطالة وضعف مستوى الخدمات بشكل عام وارتفاع أسعارها بصورة دفعت المواطن إلى الخروج. وإن تعجب فعجبٌ دعوة أمثال هؤلاء المسئولين الذين يدعون الموجوعين بأدائهم الضعيف إلى الهجرة من أوطانهم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عون» الشعب اللبنانى «عون» الشعب اللبنانى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon