توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأفكـار القاتلة

  مصر اليوم -

الأفكـار القاتلة

بقلم: د. محمود خليل

فكرة إقامة «دولة إسلامية نواة» كانت فكرة جوهرية من أفكار كتاب «عبدالسلام فرج» المعنون بـ«الفريضة الغائبة»، حيث رأى أن هذه «الدولة النواة» ستُشكل نقطة البداية فى رحلة استعادة الخلافة الإسلامية.

وموضوع الخلافة -كما تعلم- كان حاضراً فى أدبيات الجماعات الإسلامية، على اختلاف أطيافها منذ حسن البنا وحتى أبوبكر البغدادى.

وإذا كان حسن البنا قد اعتمد فى تفعيل فكرة «الدولة النواة للخلافة» على مسارين متوازيين، أولهما التربية وإعادة تشكيل الثقافة الشعبية، طبقاً لرؤية الإخوان، وثانيهما تأسيس النظام الخاص كأداة عسكرية يتم استخدامها فى أطر ومهام محدّدة تخدم أهداف الجماعة فى التغيير، فقد اختلف الأمر بالنسبة لتنظيمات السبعينات التى تأثرت بالأفكار الجهادية التى أسس لها سيد قطب فى كتابه «معالم فى الطريق».

اختارت جماعات السبعينات «نهج العنف» سبيلاً لتحقيق أهدافها، مما جعل أغلب محاولاتها تتسم بقدر واضح من السذاجة، كما ظهر فى خطة صالح سرية مع تنظيم «الفنية العسكرية»، أو بالتأثر الساذج بتجارب دول أخرى تختلف ظروفها جملة وتفصيلاً عن ظروف مصر، وقد تجلى ذلك فى تجربة عبدالسلام فرج الذى انبهر انبهاراً ساذجاً بنجاح «الخُمينى» فى القيام بثورة وبناء جمهورية إسلامية فى إيران، وقرر تكرارها فى مصر، وخدعه بصره وضللته بصيرته حين رأى فى الدكتور عمر عبدالرحمن -أمير ومفتى تنظيم الجهاد- «خُمينى» جديداً، ورأى فى نفسه رئيساً متوقعاً للجمهورية الإسلامية بعد نجاح خطته.

يحتشد كتاب «الفريضة الغائبة» بالكثير من المواضع التى تشهد على تأثر عبدالسلام فرج بفكر سيد قطب فى كتاب المعالم. فقد اعتبر الجهاد «الفريضة الغائبة» فى حياة المسلمين، واستند فى الحديث على أهمية استعادته إلى الكثير من أفكار سيد قطب، وكذلك عندما تحدث عن القتال، وتبرير الحرب الهجومية.

لم يفهم عبدالسلام فرج أن النجاح فى اغتيال رئيس الجمهورية على يد مجموعة إرهابية لا يوفر أى قدرة على تغيير الأوضاع داخل دولة معينة ما دام المجتمع يرفض الأفكار التكفيرية والتجهيلية والجهادية.

فالشعوب تدرك أن من يوجه السلاح إلى صدر النظام لن يتردد فى توجيهه إلى صدر المواطن العادى المتهم -من وجهة نظر التنظيم- بالسقوط فى براثن الجاهلية.

مثّل تنظيم الجهاد أبرز ترجمة عملية لفكرة «السلفية الجهادية»، فالكتلة الأكبر من أعضائه كانت تتبنى الفكر السلفى، ثم جنحت به على يد عبدالسلام فرج إلى طريق العنف ضد الأنظمة الحاكمة وإقامة جمهورية إسلامية بعد أن أبهرهم نجاح الخُمينى فى إقامة جمهورية إسلامية تدين بالمذهب الشيعى الاثنى عشرى.

ويبدو أيضاً أن تجربة «جهيمان العتيبى» الذى احتل الحرم المكى عام 1979، مستنداً إلى فكرة المهدى المنتظر، لم تكن بعيدة عن تنظيم الجهاد.

ومن العجيب أن أياً من فكرتى الخلافة أو المهدى المنتظر لا تنهض أمام أى تحليل علمى متأنٍ.

ففكرة «المهدى المنتظر» تعكس ظلالاً شيعية واضحة: «فكرة الإمام المنتظر»، أما فكرة «الخلافة» فقد أثبت على عبدالرازق فى كتابه «الإسلام وأصول الحكم» أنها ليست أصلاً من أصول الإسلام، بل مجرد اجتهاد من صحابة النبى، صلى الله عليه وسلم، فى مواجهة ظرف، وأنها تحولت على يد خلفاء بنى أمية وبنى العباس وبنى عثمان إلى ملك عضوض، ساده الاستبداد وقهر الشعوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفكـار القاتلة الأفكـار القاتلة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon