توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فشل الإخوان فى «اختبار القوة»

  مصر اليوم -

فشل الإخوان فى «اختبار القوة»

بقلم : محمود خليل

أى «قوة» تُلقى بنفسها فى حضن الاختبار لا بد أن تفشل، فحينما يحاول حزب أو قوة سياسية أو جماعة أو فرد الدخول فى صراع يستعرض فيه قدرته وسطوته، حتى يثبت للجميع أنه «الواحد الأحد»، فمؤكد أن الأمر سينتهى به إلى السقوط الذريع والمدوى. ذلك ما يقوله تاريخ صراع البشر على الأرض، وذلك أيضاً وعد خالق السماء والأرض الجالس فوق عرش ملكوته، الذى لا يرضى بأن تتوحد الحياة فى شخص أو قوة أو حزب أو جماعة، ليتحول إلى «إله معبود» من دونه. وصدق الله العظيم إذ يقول: «لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا».

لقد أرادت جماعة الإخوان بعد يناير 2011 أن تستعرض قوتها أمام الجميع، وكان ذلك سبباً جوهرياً من أسباب سقوطها السريع فى 30 يونيو 2013. ولم ينفعها حينها ما كانت تتيه به من عدد أو قدرة أو صلابة فى المواجهة، فقد بدت الجماعة عاجزة عن فعل أى شىء. لم تمتثل «الجماعة» لحكم العقل، وانجرت وراء وهْم القوة، رغم أن كل الحسابات المنطقية تقول إن أية مواجهة عنيفة سوف تنتهى بخسارة الإخوان. فالجماعة بكل كوادرها وقياداتها مجرد ذرة فى بحر المصريين، وأى جماعة أعجز ما تكون عن مواجهة دولة. لم يتأدب الإخوان بأدب القرآن الكريم الذى يؤكد أن من يغتر بقوته يفشل حتماً عند اختبارها. والله تعالى يقول: «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ».

استقبلت الجماعة السلطة بعد 25 يناير وهى جائعة لها، فأخذت تعبُّ وتلتهم كل ما يقابلها، من مقاعد مجلس شعب وشورى، ثم امتد بصرها إلى الرئاسة وفازت بها، ثم إلى الوزارة فحصدتها، ثم إلى المحافظات فسيطرت على العديد منها، ثم إلى باقى مناصب الدولة الأخرى، وأخذت تعبُّ من كأس السلطة دون اكتفاء، لتثبت أن النهم لا يكون فى العلم والمال فقط كما قال على بن أبى طالب، رضى الله عنه: «منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب مال»، بل يكون أيضاً فى السلطة.

انساقت الجماعة وراء أحلامها، دون وعى بأن فى ذلك هلاكها. وما أكثر ما يتردد على لسان رموزها حديث عن السجون التى دخلوها فى العهد البائد، والمحن التى مروا بها عبر تاريخهم، فى معرض تبريرهم لحقهم فى الاستمتاع والاستراحة على كراسى السلطة. ويبدو أن الجماعة نسيت موقف نبى الله موسى عندما حذّر بنى إسرائيل فى الآية القرآنية الكريمة: «قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ». فعندما يسبق الطمع حسابات العقل يسقط الإنسان فى شرك التهلكة، وحينما يفتقد العقل الحكمة فإنه يقود صاحبه إلى الضياع. وذلك هو ما حدث تماماً مع الإخوان عندما غيّبوا حسابات العقل بعد ثورة يناير، وجدّوا فى البحث عن ثمن دنيوى لتضحيات صدّعوا رؤوس المصريين زمنا طويلاً بأنها من أجل الدين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشل الإخوان فى «اختبار القوة» فشل الإخوان فى «اختبار القوة»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon