توقيت القاهرة المحلي 07:08:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المساجد والمستشفيات

  مصر اليوم -

المساجد والمستشفيات

بقلم : محمود خليل

لا بأس من أن يتحدث عضو مجلس النواب المصري محمود بدر فيقول إن بناء المستشفيات مقدم على تشييد المساجد، فنحن بالفعل بحاجة إلى أن يكون بناء المستشفيات وتزويدها بما يلزمها هدفاً أساسياً من أهدافنا بعد تجربة كورونا بموجاتها المختلفة وأحاديث البعض عن ظهور أوبئة جديدة.

ولا بأس أيضاً من أن تعلق وزارة الأوقاف على هذا الطرح مشيرة إلى أهمية بناء المستشفيات وأهمية أن يتبرع الناس لها كما يتبرعون لبناء المساجد، وأن التبرع لعلاج الناس صدقة جارية، تماماً مثل التبرع لبناء مكان للتعبد.

أنا معهما تماماً فى أن بناء المستشفيات والمدارس والجامعات يعد أولوية على ما عداه، لأن هذه المشروعات هى التى تيسر مساحة لبناء الإنسان، جسماً وعقلاً.. كما أن دورها يتكامل مع دور المسجد فى البناء الروحى للإنسان.

لكننى فى المقابل لا أرى ضرورة للزج بقضية تجديد الخطاب الدينى فى هذا السياق. فليس المقصود من التجديد تهميش أماكن التعبد فى حياة المؤمنين بديانة سماوية معينة وإهمالها.

تجديد الخطاب الدينى يعنى تطوير فهم المؤمن لقضايا دينه تبعاً لمتغيرات ومستجدات عصره (العصرنة) مع تفعيل القيم النبيلة الثابتة التى توافقت عليها كل الأديان بالشكل الذى يؤدى إلى ترسيخ علاقات إنسانية أرقى (التطوير) بالإضافة إلى تحرير العقل الدينى مما علق به من شوائب وأفكار وخرافات لا تمت إلى الدين بصلة (التحرير) ووضع حد لاستغلال الدين كأداة لتحصيل المغانم الدنيوية بالضحك على عباد الله (التنوير).

ذلك هو المفهوم الذى أتصوره لقضية تجديد الخطاب الدينى، وهو مفهوم لا علاقة له من قريب أو بعيد بمسألة الاهتمام ببناء المساجد أو إهمالها، أو ترك التبرع لها وبذل المال فى مشروعات غيرها.

أخشى أن أقول إننا لا نتعامل مع مشكلاتنا بالدرجة المطلوبة من الجدية والعقلانية. فنحن بحاجة ملحة لتجديد فهم الناس للدين، لكن عندما نربط قضية التجديد بمحاصرة المساجد، بما تحمله من رمزية دينية، فإننا نخسر القضية، وبدلاً من أن نعمل فى اتجاه العقل الذى يعد الهدف الرئيسى للمجددين نعمل فى اتجاه مبان.

أحد أهداف تجديد الخطاب الدينى يتمثل فى محاصرة الإرهاب. والإرهاب لا يولد فى المسجد بل فى عقل إنسان يحتشد فكره بالضلالات التى غذاها فيه أطراف لها أهداف معينة، تسعى من خلالها لتوظيف الدين فى خدمة أغراض دنيوية. والمسجد كمبنى لا علاقة له بالمسألة.

ويبقى أن بناء وتطوير مستشفيات مصر أصبح ضرورة لا بد منها، وباتت المشروع الأهم الذى يجب أن يتبناه كل من المجتمع والدولة بكافة مؤسساتها.

المجتمع الأهلى له دور فى هذا السياق. ومن المهم بالفعل أن توجه وزارة الأوقاف وكافة المؤسسات الدينية الناس إلى القيمة الإنسانية الكبرى للتبرع للمستشفيات، بشرط الشفافية الكاملة فى الإعلان عن التبرعات ومسارات توجيهها، لأن للبعض تجارب سيئة مع مستشفيات ظلت تجمع تبرعات لعشرات السنين ولم تكتمل خدماتها حتى الآن، وقد أثير حول بعضها شبهات فساد.

ومن المهم فى المقابل أن نشير إلى أن مجرد التبرع لبناء مستشفيات لن يحل المشكلة إذا لم تنزل الحكومة بثقلها كاملاً وتتفهم أن تطوير المؤسسة الصحية لدينا أصبح واجب الوقت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساجد والمستشفيات المساجد والمستشفيات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon