توقيت القاهرة المحلي 18:47:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن «كأس ثالثة»

  مصر اليوم -

البحث عن «كأس ثالثة»

بقلم: د. محمود خليل

أرقام كورونا تنفجر فى أوروبا وروسيا وأمريكا. فى 24 ساعة تجاوز عدد المصابين بالفيروس فى فرنسا 30 ألفاً.. وفى روسيا تخطى عدد المصابين فى يوم واحد الـ14 ألفاً.. وفى الولايات المتحدة الأمريكية انفجرت «حسّابة كورونا» عندما تجاوز العدد اليومى للمصابين 60 ألف مصاب.. مع العلم بأن معدلات الإصابة بهذه الدول لم تصل إلى هذه الأرقام من قبل.

بادرت فرنسا ومن بعدها بلجيكا إلى فرض حظر للتجوال الليلى وإغلاق المطاعم والكافيهات. دول أوروبية أخرى تحذر مواطنيها بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية حتى لا تضطر إلى اتخاذ قرارات بالإغلاق.

العالم يقف فى مواجهة فيروس مُرّ، لكن الأمرّ منه اللجوء من جديد إلى سياسات الإغلاق. أغلب دول العالم المتقدم لم يعد فى مقدورها تحمل ضريبة الإغلاق، وتسييل الأموال اللازمة لدعم المشروعات الصغيرة، وتوفير إعانات البطالة لطوابير العاطلين عن العمل والذين يزيدون بإيقاع مرعب مع كل إجراء احترازى تتخذه الحكومات.

أصبح الجميع أمام كأسين أحلاهما مر: كأس الفيروس وكأس الإغلاق.. ولم يعد هناك سبيل أمام العالم للهروب من «مشهد الكأسين المريرتين» سوى التآزر من أجل إيجاد لقاح أو علاج ناجح للفيروس، لكن يبدو أن الطريق مقطوع على فكرة الوصول إلى «تعاون عالمى» حقيقى من أجل الوصول إلى حل فى مواجهة خطر يهدد الجميع.

فكل دولة من الدول الكبرى تريد أن تحتكر سوق اللقاح والعلاج. الصين أعلنت عن الوصول إلى فاكسين وأدوية وعلاجات للفيروس.. وروسيا كذلك.. الرئيس ترامب وعد الشعب الأمريكى بتوفير العلاج الذى شفاه من فيروس كورونا بالمجان لكل مواطن أمريكى.

حكومات هذه الدول وغيرها تتحدث عن حلول تم التوصل إليها، لكنها ما زالت تعانى من الجائحة وأرقام الوفيات والإصابات بالفيروس تتلاحق بها. وهو أمر يدفع الشعوب إلى التشكك فى المعلومات التى يتم تداولها فى هذا السياق، والشعور بأنها لا تزيد عن تصريحات هدفها الاستهلاك المحلى وتهدئة المروعين بالخطر، أو تدليك الناخبين بهدف الحصول على أصواتهم.

الزيادة المفرطة فى أعداد المصابين بكورونا ستؤدى إلى إغلاق العالم، دون الحاجة إلى اتخاذ قرارات رسمية بالإغلاق. فتوسع خريطة العدوى سيؤدى إلى ركود الأسواق وتوقف حركة المال والأعمال. فالخوف يولد حالة من الصمت والسكون لدى البشر، ويؤدى إلى فرار رأس المال، وسيكون لذلك تأثيرات داهمة على الاقتصاد العالمى حتى لو فتحت كل الدول أبوابها.

لقد تمسك العالم كثيراً خلال الأشهر الماضية بالحلول التقليدية التى تعتمد على تعليق الحياة والأنشطة البشرية، أو تؤكد إجراءات احترازية معينة تلتزم بها الشعوب والحكومات. والتجربة تقول إن هذه الحلول لم تُجدِ.. لماذا لا يتجه تفكير العالم من خلال منظماته الأممية ودوله الكبرى إلى فكرة التعاون والتنسيق من أجل الوصول إلى لقاح أو علاج للفيروس؟

العالم فى حاجة لأن يحيا «لحظة حقيقة» يتعلم فيها أن المخاطر الكبرى لا يصح فيها استدعاء قيم الاحتكار والرغبة فى السيطرة وتوظيف الأدوية لأهداف اقتصادية أو انتخابية.

تحدث العالم كثيراً خلال الشهور الماضية عن نظافة البدن كوسيلة للوقاية من كورونا.. آن الأوان أن يلتفت ولو للحظة إلى «نظافة الأخلاق». فقد بات الجميع فى أمَس الحاجة إلى كأس ثالثة إلى جوار الكأسين المريرتين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن «كأس ثالثة» البحث عن «كأس ثالثة»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon