توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قاهر "كورونا".. و"الأب الناصح"

  مصر اليوم -

قاهر كورونا والأب الناصح

بقلم: د. محمود خليل

«أشعر أننى أفضل مما كنت عليه من 20 سنة».. هكذا تحدث ترامب إلى الشعب الأمريكى عقب خروجه من المستشفى بعد أن قضى فيه حوالى 4 أيام جراء إصابته بفيروس كورنا.

لم يعرف أحد ما هو الدواء السحرى الذى عالج الرئيس الأمريكى فى 4 أو 5 أيام، ليس ذلك وفقط، بل عاد به 20 عاماً إلى الوراء، ليشعر بصحة رجل فى الخمسين من عمره؟.

لم يعرف أحد أيضاً هل أجريت مسحة أثبتت سلبية الفيروس داخل الدم الترامبى أم لا؟.. كل ما أعلن عنه أن الرئيس سوف يخضع للملاحظة والمراقبة فى البيت الأبيض.

البيت الأبيض نفسه تحول إلى بؤرة كورونية.. لوّح أحد الصحفيين الأمريكيين بأن مركزها ترامب، حين سأله وهو فى طريقه إلى البيت الأبيض عن عدد المصابين بالفيروس من أعضاء فريقه الرئاسى ومعاونيه.. وهل أصبح الرجل مركزاً لنشر العدوى؟.. أجابه «ترامب» بالشكر الجزيل.

حملة الرئيس «ترامب» اتجهت إلى تصوير مرشح الحزب الجمهورى وكأنه «قاهر كورونا». وباتت تخاطب الشعب الأمريكى بذات البلادة التى تخاطب بها وسائل إعلام بعض العالم الثالث شعوبها، إنها تريد أن تقول للأمريكان إن المسألة ليست فى طب ولا فى دواء.. بل فى الإرادة الترامبية التى قهرت الفيروس.. وهى بذلك ترد على من يتندرون على ترامب الذى تحدث كثيراً عن قرب الوصول إلى فاكسين أو علاج لكورونا، وظل يردد ذلك حتى غرد بأنه أصيب بالفيروس هو وزوجته وعدد من مساعديه داخل البيت الأبيض.

الدعاية الترامبية أصبحت تفضل اللعب على طريقة «فان دام» و«روكى»، وتطلب من المواطن الأمريكى أن يصدقها، تماماً مثلما يقدم إعلام بعض دول العالم الثالث الأكاذيب على أنها حقائق دون اكتراث بعقل الجمهور، فى تمثّل واضح للنظرية التى اعتمدها إخوة يوسف عليه السلام، وهم يحكون لأبيه يعقوب - كذباً - أن الذئب أكل ولده يوسف، ثم أردفوا: «وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين».. يعنى كده كده انت ما بتصدقناش.. فلا ضرر فى أن نكذب عليك.

توقفت ملياً أمام شخصية «ترامب» حين خرج وأعلن أنه مصاب بكورونا.. فلا يوجد إنسان كبير على المرض.. ونسأل الله الشفاء للجميع، لفت نظرى الشفافية التى اعتمدها الرئيس الأمريكى فى الإفصاح عن إصابته بالفيروس، لكننى استغربت بعد ذلك من الطريقة الاستعراضية التى أدار بها الأمر بعد خروجه من المستشفى، والتى اعتمدت على الحركات والتمويهات أكثر مما اعتمدت على معلومات.

علق «بايدن» على إعلان «ترامب» قهر «كورونا»، قائلاً إن أحداً لا يدرى على وجه الدقة حقيقة الوضع الصحى للرئيس، واتهم مؤسسة الرئاسة الأمريكية بعدم الشفافية.. ولم ينسَ بالطبع أن يوجه مجموعة من النصائح الأبوية إلى منافسه بضرورة ارتداء الكمامة ومراعاة التباعد الاجتماعى.. وكاد ينصحه أيضاً بأن يغسل قدميه بالليل ويشرب اللبن ويأوى إلى فراشه مبكراً!.

لست أدرى على وجه الدقة كيف يقيّم المواطن الأمريكى المشهد الحالى المتأرجح بين ترامب «قاهر كورونا» وبايدن «الأب الناصح»، لكن العديد من التقارير الإعلامية تشير إلى انزعاج المتابعين الأمريكيين من حالة الهزل التى تضرب المشهد الانتخابى.. نعم ترجح بعض استطلاعات الرأى كفة «بايدن»، لكن يبدو أن المواطن الأمريكى أصبح يحتكم إلى معادلة «تمتع بالسيئ.. فالأسوأ قادم» وهو يختار بين فرسى الرهان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاهر كورونا والأب الناصح قاهر كورونا والأب الناصح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon