توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحسم.. والاختيار

  مصر اليوم -

الحسم والاختيار

بقلم: د. محمود خليل

أظن أن الرسالة وصلت إلى إثيوبيا: لا تفريط فى نقطة واحدة من ماء النيل. الرسالة لم تصل إلى إثيوبيا وحدها.. بل بلغت أيضاً آذان كل من يهمه الأمر فى أفريقيا وأوروبا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وجميع المراكز الأخرى المهمومة بالأمن والسلم الدوليين.

أمران يجب أن تستوعبهما أديس أبابا وجميع العواصم العالمية ذات الصلة أو المهمومة بالاستقرار فى القارة السمراء.

الأمر الأول أن «ماء النيل» قضية شعبية تهم كل صغير وكبير من المصريين، رجالاً ونساء، فلاحين وعمالاً وطلبة وموظفين. كل مصرى على أتم استعداد لأن يدافع أى أذى قائم أو متوقع على مياه النيل.

النيل فى نظر المصريين هو جوهر حياتهم وسر ميلاد الدولة التى يعيشون فى فوق ترابها. إنها نظرة متجذرة منذ آلاف السنين.

منذ آلاف السنين وقف نبى الله موسى داعياً فرعون مصر إلى عبادة التوحيد، فسأله فرعون: وماذا سأحصل مقابل ذلك؟. فوعده موسى بجنة تجرى من تحتها الأنهار، فعلق الفرعون قائلاً كما يحكى القرآن الكريم: «ونادى فرعون فى قومه قال يا قوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون».

الأمر الثانى يتعلق بالنيل كمصدر شرعية لأى حاكم يحكم. فكل من تداول على حكم مصر منذ عصر الفراعنة وحتى الآن يعلم أن الحفاظ على النيل والماء المتدفق فيه هو جوهر شرعيته.

ولعلك تعلم أن فترات الاهتزاز فى حكم مصر اقترنت بشح ماء النيل. يحكى التاريخ فى هذا الإطار حكايات توجع القلب حول ما كان يعانيه الأجداد فى فترات الجفاف (وهى 7 سنوات يسبقها سبع سمان).

انهار حكم الفاطميين لمصر الذى تواصل لأكثر من قرنين من الزمان بسبب جفاف النيل فى عهد المستنصر بالله (الشدة المستنصرية)، وفى عصر حكام المماليك كان شح النيل كفيلاً باهتزاز الأرض أسفل أقدام الأمراء والولاة مهما بلغت قوتهم.

منذ أن شرعت إثيوبيا فى بناء سد النهضة وثمة حالة من القلق تنتاب المصريين جميعاً، الكل كان يتابع المحطات المختلفة التى مرت بها رحلة المفاوضات التى بدأت منذ عام 2012 وتواصلت بعده، وكان يلاحظ حالة «التعثر» التى تمر بها والنتائج المحبطة التى كانت تنتهى إليها فى كل جولة، سواء الجولات التى ضمت الأطراف الثلاث، أو الجولات التى تدخل فيها طرف رابع بالوساطة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأفريقى.

المصريون كانوا يراقبون الأداء الإثيوبى المراوغ والعنيد.

ارتج أغلبهم وهم يشاهدون تداعيات الملء الأول (5 مليارات متر مكعب) على دولة السودان وتوقف محطات الشرب هناك، تابعوا بعدها استمرار المماطلات والمراوغات الإثيوبية، فأصبح التوجس من القادم يحكم نظرتهم إلى الأمر.

ليس أمام إثيوبيا حالياً إلا أن تستجيب لصوت العقل وتوقع على اتفاق ملزم فيما يتعلق بآلية الملء والتشغيل مع القبول بآلية دولية محددة فى حالة وقوع منازعات بين الدول الثلاث.

إثيوبيا الآن فى حالة اختيار.. أما نحن ففى لحظة حسم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحسم والاختيار الحسم والاختيار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon