توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حيرة.. بعد حيرة

  مصر اليوم -

حيرة بعد حيرة

بقلم: د. محمود خليل

كورونا يمد مخالبه من جديد. كانت تختفى لبعض الوقت خلف قضبان الصيف الحرارية، لكنها أخذت تتسلل فى الخريف، وتنذر بما هو أصعب مع مقدم الشتاء.

الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، خرجت محذرة من موجة ثانية تتمدد فى مصر، من المتوقع أن تزيد معها أرقام الإصابات والوفيات.

من جديد يعيد البعض التذكير بالإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها والالتزام بها من جانب الأفراد والأسر ومؤسسات الدولة، فى وقت تؤكد فيه «زايد» أن الماكثين فى البيوت عرضة للإصابة أكثر ممن ينزلون إلى الشوارع!.

فى أوربا ودول شمال أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية تشتعل الموجة الثانية لكورونا. أرقام الإصابات فى أمريكا تتجاوز الـ100 ألف يومياً، وإجمالى عدد المصابين وصل إلى أكثر من 10 ملايين مصاب، والوفيات تقترب من ربع مليون. بعض الخبراء يقدرون أن أرقام الإصابات بالفيروس فى أمريكا مرشحة للوصول إلى رقم النصف مليون.

«ترامب» نفسه أصيب بالفيروس، لكنه قام منه بعد بضعة أيام، ومن قبله أصيب رئيس البرازيل، وبوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، والأمير تشارلز ولى عهدها.. فهل يهمل هؤلاء فى الإجراءات الاحترازية أو فى التعقيم؟!.

مسألة الفيروس باتت محيرة.

مظاهرات عديدة اجتاحت كلاً من إيطاليا واسكتلندا تندد بإجراءات الحظر والإغلاق التى شرعت الحكومتان هناك فى اتخاذها مع اشتعال الموجة الثانية.

ليس فى مقدور الناس تحمُّل الأوجاع الاقتصادية المترتبة على الحظر، إنهم يريدون النزول والعمل. والحكومات تخشى من تفاقم عدد الإصابات. إنها تعانى اقتصادياً -كما يعانى المواطن- نتيجة هذه الإجراءات، لكن معاناتها ستزيد وسؤال حسابها سوف تعلو به الأصوات لو تفاقم عدد الإصابات بصورة تعجزها عن السيطرة. العواقب قد تكون أشد دهامة من عواقب الإغلاق الاقتصادى.

الناس محتارة.. والحكومات أيضاً.

الحيرة تزداد أمام الأرقام الضخمة المتمددة. فما معنى أن يتوقع الخبراء أن يصل عدد المصابين فى الولايات المتحدة إلى نصف مليون يومياً؟ وهل يمكن أن نقول ترتيباً على ذلك إن استمرار الوباء الذى بدأ عام 2020 خلال العام القادم 2021 معناه إصابة الشعب الأمريكى بأكمله (عدده نحو 330 مليوناً) خلال 660 يوماً؟

الحيرة تزداد أيضاً ونحن ننظر إلى الأوضاع فى الصين «دولة المنشأ» التى ظهر فيها الفيروس لأول مرة فنجد أن الإصابات فيها تعد بالعشرات.. هل تسيطر الصين على الفيروس فعلاً؟ وإذا كان ذلك كذلك فكيف تمكنت من رقبة كورونا؟

الحيرة تزداد والناس ترى رئيساً مثل ترامب شُفى من الفيروس خلال ما يزيد قليلاً على 72 ساعة، فى الوقت الذى ما زال فيه الرئيس الجزائرى يعالج منه منذ عدة أيام.

الحيرة أيضاً تزداد والناس ترى أعظم دول العالم وأكثرها تقدماً فى الطب والدواء بما تملكه من إمكانيات ومعامل ومراكز بحثية وشركات عالمية عاجزة حتى اللحظة عن التوصل إلى علاج حاسم للفيروس، أو فاكسين يستطيع أن يقى الإنسان شروره.

حكاوى التاريخ التى تتناول الأوبئة تقول إن الوباء يظهر فجأة ويستمر ما شاء الله له الاستمرار، ثم يختفى فجأة كما ظهر فجأة، بعد أن يحدث ما يشاء الله من تغييرات فى حياة البشر.. قد يكون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيرة بعد حيرة حيرة بعد حيرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon