توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعبة «الحتمية والاختيار»

  مصر اليوم -

لعبة «الحتمية والاختيار»

بقلم: د. محمود خليل

لعبة لطيفة يمكن القول بأنها أكثر الألعاب رواجاً فى «سوق التخريف» خلال السنوات الماضية. إنها لعبة «الحتمية والاختيار».

تربط هذه اللعبة بين ظهور أشخاص معينين على مسرح الحياة وأحداث كبرى وجلل سوف تضرب العالم، يكون الختام فيها هو «نهاية العالم».

مخترعو هذه اللعبة يمطرونك بأحاديث مختلطة حول أحداث خطيرة يشهدها العالم، يشير بعضها إلى زلازل أو أعاصير أو براكين أو غير ذلك، ثم يربطون بين هذه الأحداث وآيات توراتية أو إنجيلية أو قرآنية، ويقدمون لك تأويلات عجيبة لها، خلاصتها أن وجود هذا الشخص أو ذاك فى موقعه لم يأت اعتباطاً، بل بتدبير من السماء، وأن يد الله تعمل فيما يحدث، وبالتالى فعليك أن تتقبل ما يحدث وما تفرزه الأحداث من أبطال بالتسليم.

فيد الله عندما تعمل لا بد أن تتوقف كبنى آدم عن الاختيار، وأن تتقبل الأحداث والأشخاص كحتميات، وكجزء من قدر الله، الذى لا راد لقضائه.

منذ وصوله إلى البيت الأبيض، وبعض دراويش «ترامب» يفرطون فى الحديث عن أنه جاء بإرادة من الله، وأن وجوده داخل البيت الأبيض ضرورة حتى تتم النبوءات التى احتوت عليها الكتب المقدسة، وأنه يمثل شخصية «فلان» أو «علان» التى بشرت النبوءات بظهورها قبل نهاية العالم.

ولأن وجود هذا الشخص شرط من شروط تحقيق النبوءة الخطيرة فلابد أن يمكث فى موقعه إلى الأبد حتى تتم مشيئة الله، ويجرى أمره على العالم، وبالتالى فوجوده حتمى وليس من حقك اختيار غيره، وإلا فأنت تعمل ضد إرادة السماء.

اللعبة تبدو أمريكية، لكن لها نسخ متنوعة فى دول العالم المختلفة.

فى عالمنا العربى تجلجل أصوات شبيهة، تجد آذاناً تسمعها، تحدثك عن نبوءات يتم استقاؤها من كتب صفراء، لا أصل لها.

يسجل أحد هذه الأصوات فيديو يحدثك فيه عن خبر عاجل عن وصول «السفيانى» أو «الأضهب» أو مش عارف مين، وأن هذا الظهور يحمل بشرى بظهور المهدى، وظهور المهدى يحمل نذيراً حتمياً بنهاية العالم. ولا ينسى «الصوت» الآتى من بئر الجهل والخرافة أن يذكرك بأحداث ضربت مواقع معينة من العالم وجاء ذكرها فى النبوءات، وأشخاص ظهروا هنا أو هناك، وأن ظهورهم يمهد لدخول «المهدى» إلى مسرح الحياة، وأن وجود هؤلاء أمر حتمى وليس لك معهم أى اختيار.

أصحاب لعبة «الحتمية والاختيار» يستهدفون سلب الشعوب حقها فى الاختيار وترتيب حياتها على النحو الذى تهواه، وإملاء أوضاع معينة عليها.

حاولت بعض الأطراف أن تلعب هذه اللعبة فى الانتخابات الأمريكية، لكنها لم تفلح فيها، وضرب أغلب الأمريكيين بنبوءات أصحابها عرض الحائط، وقفزوا من «سفينة الإنقاذ الوهمى» التى يقودها «ترامب» وألقوا بثقلهم وراء «بايدن»، ليس حباً فى الأخير قدر ما هو رفض للأول، ومعاقبة له على استخفافه بالشعب الأمريكى، وظنه بأن بمقدوره أن يديرهم بمجموعة من الأساطير والخرافات.

ظنى أن نتائج الانتخابات الأمريكية خطوة البداية فى انتهاء لعبة «الحتمية والاختيار».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة «الحتمية والاختيار» لعبة «الحتمية والاختيار»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon