توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نعيش عصر سقوط الأحزاب؟

  مصر اليوم -

هل نعيش عصر سقوط الأحزاب

بقلم: د. محمود خليل

من خارج الأحزاب والتيارات السياسية التقليدية فاز الدكتور قيس سعيد برئاسة تونس. وفى لبنان يرتفع هامش المطالبات الشعبية بنبذ الطائفية والمحاصصة السياسية وتأسيس نظام سياسى جديد بعيد عن التحزبات السياسية ويدفع بالعناصر الأقدر على الإدارة وحل المشكلات الشعبية إلى الصفوف الأمامية. وفى العراق تصاعدت الأصوات الداعية إلى تشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع المشكلات التى أدت إلى خروج العراقيين إلى الشارع بمجرد أن أصدر عادل عبدالمهدى بياناً يوم الجمعة الماضى يعرب فيه عن نيته تقديم استقالته للبرلمان العراقى.

نحن أمام عصر عربى جديد لم يعد يعلو فيه صوت على صوت «الشارع». الشارع فى كل دولة عربية أصبح مستقلاً عن أى حزب، بل وكل المحاولات التى قامت بها الأحزاب والتيارات السياسية التقليدية لتوجيه بوصلته، سواء بالترهيب أو بالترغيب، باءت بالفشل. يشهد على ذلك فشل «حزب الله» فى لبنان فى كبح جماح الشارع الثائر، وأيضاً فى تونس حين فشل مرشح حركة النهضة والمرشحون الآخرون المحسوبون عليها فى ماراثون الانتخابات الرئاسية. مزاج الشارع العربى اختلف وأدوات تحريكه اختلفت أيضاً فقد أصبحت المجموعات الملتئمة عبر مواقع التواصل الاجتماعى أكبر من أى حزب وأقدر على تحريك الشارع من أية كتلة سياسية. ولم تعد أساليب «تحمير العينين» التى دأبت الحكومات العربية على الاعتماد عليها تجدى نفعاً. حمّر المسئولون اللبنانيون أعينهم للشعب لما نزل، فلم ينفعها ذلك فى شىء. عادل عبدالمهدى رئيس الحكومة العراقية الراحل خرج مهدداً ومتوعداً واستمع إلى توجيهات «طهران» فأعمل آلة القمع والقتل التى حصدت أرواح المئات وتسببت فى جرح الآلاف، لكن ظل الشارع العراقى صامداً يأبى أن يتزحزح حتى تمكن من الإطاحة بـ«عبدالمهدى».

يبدو أن الفكرة الحزبية أصبحت جزءاً من التاريخ السياسى العربى، وآن الأوان كى تأخذ موقعاً يليق بها فى المتاحف. فالناس لم تعد تتحرك سياسة قدر ما تتحرك اقتصاداً. بعبارة أخرى السياسة عند الشعوب أصبحت معادلاً موضوعياً للاقتصاد ليس أكثر، وقد تعلمت أن الحكومات الحزبية تعتمد على فكرة توزيع الأنصبة، والأنصبة لا تخلو من مكتسبات، والمكتسبات هى أصل بلوى الفساد التى أصيبت بها الشعوب وأصبحت ضحية لها، وبالتالى أدركت أن أولى خطوات محاربة الفساد الذى أدى إلى تسميم حياتها ومعيشتها هو ضرب الفكرة الحزبية والعودة إلى براح الشارع وصياغة مطالب محددة للتغيير تدور فى أغلبها حول استخدام السياسة كأداة للإصلاح الاقتصادى ومحاربة الفساد وحل المشكلات المعيشية.

على جميع الأحزاب العربية وكذا التيارات والكتل السياسية أن تعيد النظر فى أدوارها بعد أن غادرها الزمن العربى الجديد، وعليها أن تفهم لغة العصر الذى نعيش فيه، العصر الذى لا يؤمن فيه الفرد بفكرة أو مذهب أو عقيدة سوى «حقه فى الحياة» الكريمة التى تليق بالـ«بنى آدميين». ومعادلة «البنى آدم» هى المعادلة الأم التى فشلت الأحزاب والقوى السياسية العربية فى الوصول إليها، لأنها لا تنظر إلى أتباعها كـ«بنى آدميين» بل كأرقام توضع فى حصالة الانتخابات ثم يتم ركنها على جنب إلى أن يحين الموعد مع انتخابات جديدة.. الزمان اختلف!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نعيش عصر سقوط الأحزاب هل نعيش عصر سقوط الأحزاب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon