توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطاب الوداع

  مصر اليوم -

خطاب الوداع

بقلم : محمود خليل

مر «ترامب» من البيت الأبيض كما مر غيره. فلا دوام لمنصب ولا دوام لأحد فى موقعه. وسنة الحياة التغيير.

رؤساء أمريكيون كثر حكموا وغادروا وما زال بعضهم على قيد الحياة، مثل جيمى كارتر وبيل كلينتون وبوش الابن وباراك أوباما.

من غادر البيت الأبيض يتذكره الناس فقط عندما يرون صورة له وينسونه فيما عدا ذلك.. فالبعيد عن العين بعيد عن القلب والعقل والتفكير.

أغلب الرؤساء الأمريكيين ممن لا زالوا على قيد الحياة خرجوا من البيت الأبيض بشكل سلس وبما يقتضيه الأمر من أدبيات، إلا «ترامب» فقد أبى أن يخرج إلا بزفة كبرى وأحداث شغب خطيرة أدهشت العالم وهو يتابع فعالياتها وأحداثها.

المسألة ترتبط بالتركيبة النفسية لـ«ترامب» الذى يأبى عليه غروره القبول بفكرة الهزيمة والخروج فى انتخابات، وهو الذى تعود أن يكون الحظ إلى جواره باستمرار.

وراء «ترامب» يصطف ملايين ممن تعجبهم أفكاره ورؤيته القائمة على تجاوز المؤسسة، وتمجيد الفرد، والاستعلاء العرقى.

لا أتوقع لترامب مصيراً مشابهاً لمصير رؤساء أمريكا السابقين، ممن تفرغوا لأداء بعض الأنشطة العامة أو الحزبية أو الإنسانية أو الاقتصادية أو العلمية.

وظنى أن صورة «ترامب» لن تختفى أو تتوارى إلى الظل كما حدث مع رؤساء غيره، بل من الوارد أن تكون حاضرة من حين إلى آخر، سواء على مستوى القضايا السياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو على مستوى العالم ككل.

فخلافاً لنظرائه من رؤساء الولايات المتحدة يمتلك ترامب جرأة تصل إلى حد الاندفاع، وهو كإنسان صعب المراس فى خصومته، وفى محبته.

وراء «ترامب» يصطف ملايين من الأمريكيين يسمعون أفكار «بايدن» المنفتحة على كل الأعراق فى وقت يؤمنون فيه بالعنصرية، يسمعون كلام بيرنى ساندرز الذى تفوح منه رائحة الفكر الاشتراكى فى وقت يؤمنون فيه بأكثر الأفكار الرأسمالية تقليدية.

هذه الملايين تشكل جمهوراً عريضاً شغوفاً بالاستماع إلى «ترامب». والعدد الكبير والجمهور الواسع عادة ما يثير لعاب هواة الكلام والبقاء فى دائرة الضوء مثل دونالد ترامب.

ومن تابع لحظة خروج «ترامب» من البيت الأبيض ليعتلى ظهر الطائرة الرئاسية للمرة الأخيرة لاحظ توقف «ترامب» أمام الصحفيين، ورغبته العارمة فى الكلام والإدلاء بالتصريحات لهم، وقد تراجع فى آخر لحظة.

الأرجح أن يواصل «ترامب» إطلاق قذائفه الكلامية من حين إلى آخر، وستكون قذائفه تلك موجهة إلى الديمقراطيين وطريقة أدائهم على مستوى الملفات المختلفة التى كانوا ينتقدون فيها أداء ترامب، مثل ملف كورونا، وسيكون النقد عنيفاً إذا أدى الديمقراطيون بنفس الطريقة الترامبية التى سبق وانتقدوها.

قذائف ترامب قد تمتد أيضاً إلى شخصيات أخرى على مستوى العالم، خصوصاً داخل كل من الصين وروسيا، وقد تمتد إلى بعض دول الشرق الأوسط.

سيظل «ترامب» يتحدث عن إنجازاته فى الداخل وعلى المستوى العالمى، وسيجد جمهوراً يسمع له ويهلل ويصفق، ويشارك كلماته وتغريداته.

ومن تابع خطاب الوداع الذى ألقاه أمام مناصريه يجد أنه ختمه بالقول: «سوف نعود بطريقة أو بأخرى».

أمثال «ترامب» لا يحبون الحياة فى الظل.. ولله فى خلقه شئون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب الوداع خطاب الوداع



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon