توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطاب الوداع

  مصر اليوم -

خطاب الوداع

بقلم : محمود خليل

مر «ترامب» من البيت الأبيض كما مر غيره. فلا دوام لمنصب ولا دوام لأحد فى موقعه. وسنة الحياة التغيير.

رؤساء أمريكيون كثر حكموا وغادروا وما زال بعضهم على قيد الحياة، مثل جيمى كارتر وبيل كلينتون وبوش الابن وباراك أوباما.

من غادر البيت الأبيض يتذكره الناس فقط عندما يرون صورة له وينسونه فيما عدا ذلك.. فالبعيد عن العين بعيد عن القلب والعقل والتفكير.

أغلب الرؤساء الأمريكيين ممن لا زالوا على قيد الحياة خرجوا من البيت الأبيض بشكل سلس وبما يقتضيه الأمر من أدبيات، إلا «ترامب» فقد أبى أن يخرج إلا بزفة كبرى وأحداث شغب خطيرة أدهشت العالم وهو يتابع فعالياتها وأحداثها.

المسألة ترتبط بالتركيبة النفسية لـ«ترامب» الذى يأبى عليه غروره القبول بفكرة الهزيمة والخروج فى انتخابات، وهو الذى تعود أن يكون الحظ إلى جواره باستمرار.

وراء «ترامب» يصطف ملايين ممن تعجبهم أفكاره ورؤيته القائمة على تجاوز المؤسسة، وتمجيد الفرد، والاستعلاء العرقى.

لا أتوقع لترامب مصيراً مشابهاً لمصير رؤساء أمريكا السابقين، ممن تفرغوا لأداء بعض الأنشطة العامة أو الحزبية أو الإنسانية أو الاقتصادية أو العلمية.

وظنى أن صورة «ترامب» لن تختفى أو تتوارى إلى الظل كما حدث مع رؤساء غيره، بل من الوارد أن تكون حاضرة من حين إلى آخر، سواء على مستوى القضايا السياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو على مستوى العالم ككل.

فخلافاً لنظرائه من رؤساء الولايات المتحدة يمتلك ترامب جرأة تصل إلى حد الاندفاع، وهو كإنسان صعب المراس فى خصومته، وفى محبته.

وراء «ترامب» يصطف ملايين من الأمريكيين يسمعون أفكار «بايدن» المنفتحة على كل الأعراق فى وقت يؤمنون فيه بالعنصرية، يسمعون كلام بيرنى ساندرز الذى تفوح منه رائحة الفكر الاشتراكى فى وقت يؤمنون فيه بأكثر الأفكار الرأسمالية تقليدية.

هذه الملايين تشكل جمهوراً عريضاً شغوفاً بالاستماع إلى «ترامب». والعدد الكبير والجمهور الواسع عادة ما يثير لعاب هواة الكلام والبقاء فى دائرة الضوء مثل دونالد ترامب.

ومن تابع لحظة خروج «ترامب» من البيت الأبيض ليعتلى ظهر الطائرة الرئاسية للمرة الأخيرة لاحظ توقف «ترامب» أمام الصحفيين، ورغبته العارمة فى الكلام والإدلاء بالتصريحات لهم، وقد تراجع فى آخر لحظة.

الأرجح أن يواصل «ترامب» إطلاق قذائفه الكلامية من حين إلى آخر، وستكون قذائفه تلك موجهة إلى الديمقراطيين وطريقة أدائهم على مستوى الملفات المختلفة التى كانوا ينتقدون فيها أداء ترامب، مثل ملف كورونا، وسيكون النقد عنيفاً إذا أدى الديمقراطيون بنفس الطريقة الترامبية التى سبق وانتقدوها.

قذائف ترامب قد تمتد أيضاً إلى شخصيات أخرى على مستوى العالم، خصوصاً داخل كل من الصين وروسيا، وقد تمتد إلى بعض دول الشرق الأوسط.

سيظل «ترامب» يتحدث عن إنجازاته فى الداخل وعلى المستوى العالمى، وسيجد جمهوراً يسمع له ويهلل ويصفق، ويشارك كلماته وتغريداته.

ومن تابع خطاب الوداع الذى ألقاه أمام مناصريه يجد أنه ختمه بالقول: «سوف نعود بطريقة أو بأخرى».

أمثال «ترامب» لا يحبون الحياة فى الظل.. ولله فى خلقه شئون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب الوداع خطاب الوداع



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon