توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلم.. والكلام المباح

  مصر اليوم -

العلم والكلام المباح

بقلم: د. محمود خليل

فى شهر رمضان الماضى (مايو 2020) خرج علينا وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبدالغفار ببشرى ذكر فيها أن مصر ستصل إلى «زيرو إصابات» عندما يبلغ المصابون بكورونا رقم الـ40 ألفاً، وبناء على حسبة رقمية توقع أن يبدأ الوباء فى الانحسار فى منتصف يوليو 2020.

وفى شهر أغسطس من العام الحالى أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة التعليم العالى أنه تم التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا تصل نسبة نجاحه إلى 95%، وهو من مجموعة اللقاحات التى تعالج أمراضاً أخرى، تم دمجها مع بعضها البعض، واختبارها على الحيوانات، وأظهرت نتائج جيدة فى مهاجمة خلايا الفيروس.

فى الوقت الذى كان وزير التعليم العالى يتحدث فيه عن الـ«زيرو إصابات» كانت منظمة الصحة العالمية، وكذا مؤسسات علمية عالمية عديدة، تحذر من موجة ثانية من كورونا مع مقدم الخريف، ولم يكن عدد الإصابات فى مصر حينها قد بلغ رقم الـ20 ألفاً، ولم يكن عدد الوفيات قد بلغ الرقم ألف.

وقتها تساءلت وتساءل غيرى عن الأساس الذى بنى عليه الوزير هذا التوقع، لكن لم يجد أحد إجابة، فاكتفى الجميع بالدعاء بأن يصدق توقع الوزير ونصل إلى رقم «زيرو إصابات» ونخرج من حالة الإرهاق الجسدى والنفسى والعصبى التى وضع الفيروس الجميع فيها.

لكن الأيام جاءت بعكس ما توقع الوزير، فالأرقام الرسمية المعلنة تقول إن عدد الإصابات بالفيروس داخل مصر يقترب حالياً من رقم الـ122 ألفاً، وعدد الوفيات يقترب من الـ7 آلاف.

تعالَ إلى لقاح الوزارة، الذى أشار متحدثها إلى أنهم توصلوا إليه، وستجد أن أحد النواب سارع إلى الإعلان عن استدعاء وزير التعليم العالى لسؤاله والاستفسار منه حول هذا الكلام الذى يمثل إنجازاً حقيقياً يعيد إلى الذاكرة إنجازات كثيرة تمكَّن المصريون من تحقيقها، لكن المتحدث هرول إلى إحدى القنوات ليعلن أن كلامه قد فُهم خطأ وأنه لم يصرح بأن الوزارة قد توصلت إلى علاج لكورونا.

عندما تناول المتحدث باسم وزارة التعليم «خبر اللقاح» قفزت إلى ذاكرة الكثيرين صورة وزير التعليم العالى وهو يستقبل إحدى الباحثات المجتهدات التى بشرت بالوصول إلى علاج لفيروس كورونا، وصرحت لوسائل الإعلام بأنها التقت الوزير وعرضت عليه فكرة العلاج، وأنه تبنى البحث الذى قدمته فى هذا السياق بعد أن استمع إلى تفاصيله (كان ذلك فى أبريل 2020).

مجموعة الوقائع السابقة ترسم لك مشهداً حول صورة المؤسسة العلمية لدينا، يحتار أمامها الناظر، دون أن يستطيع أن يقرر هل نحن بصدد أداء علمى حقيقى أم أداء دعائى.

على المستوى الشخصى لا أشك للحظة أن مصر تمتلك خبرات وكفاءات علمية نادرة وقادرة على تقديم الكثير، وليس أدل على ذلك من النجاحات التى قدمها الكثير من علمائنا على المستوى الدولى، وآخرهم الدكتور ماركو زكى الذى حصل مؤخراً على جائزة نيوتين بعد نجاحه فى اكتشاف الجين المسئول عن سرطان الكبد.

نحن لدينا العلماء والباحثون القادرون، ولكن هل لدينا البيئة العلمية التى توفر الأدوات والمناخات والمحفزات التى تمكِّن المجتهدين من الإبداع؟.. أشك!.

فعندما يرتفع صوت الدعاية.. يسكت لسان العلم عن الكلام المباح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم والكلام المباح العلم والكلام المباح



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon