توقيت القاهرة المحلي 08:33:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستعلاء.. والإنشاء

  مصر اليوم -

الاستعلاء والإنشاء

بقلم : محمود خليل

لأكثر من مرة على مدار الأيام الماضية أكد وزير التربية والتعليم أن امتحانات الفصل الدراسى الأول سوف تعقد فى موعدها، ودعا الطلاب إلى الاستعداد لها بالمذاكرة الجادة.. ورغم ذلك لا يزال الكثيرون لا يصدقون ذلك ويؤكدون -بالتخمين وليس بالمعلومة- أن الامتحانات لن تعقد عقب انتهاء إجازة منتصف العام 20 فبراير.

مفارقة واضحة تبدو بين معلومات الوزير وتخمينات أو استنتاجات الرأى العام.. وهى مفارقة تعكس حالة من حالات انعدام الثقة بين المواطن والمسئول.

أساس المفارقة هنا يرتبط بالتجربة.. فلو راجع وزير التربية والتعليم تصريحاته حول احتمالية تعليق الدراسة وتأجيل امتحانات الفصل الدراسى الأول وتأكيده المستمر على أن هذا الأمر غير وارد فسوف يدرك سبب عدم ثقة الرأى العام فى معلوماته التى يؤكد فيها أن امتحانات الفصل الدراسى الأول سوف تعقد فى موعدها.

فى أكثر من تصريح أكد الدكتور طارق شوقى أن الدراسة لن تتوقف وأنها مستمرة، دون التفات إلى حالة القلق المسيطرة على الأسر المصرية من نزول أولادهم إلى المدارس مع وجود احتمالات للعدوى بفيروس كورونا، ودعا أولياء الأمور -فى أكثر من مناسبة- إلى التأكد من عدم وجود نية لترحيل موعد امتحانات التيرم الأول، ليفاجأ الناس مطلع شهر يناير بقرار حكومى يقضى بإغلاق المدارس والجامعات حتى العشرين من فبراير بهدف كبح تفشى فيروس كورونا.

واللافت أن الأرقام المعلنة حول معدلات الإصابة أو الوفيات بفيروس كورونا والصادرة عن وزارة الصحة (رغم عدم ثقة البعض أيضاً فيها) أخذت فى الانخفاض بعد قرار إغلاق المدارس والجامعات.

المسئول بحاجة إلى بناء جسر ثقة بينه وبين المواطن، لأن المشاركة الإيجابية من جانب المجموع عنصر مهم للمواجهة الناجحة لأية مشكلة أو أزمة، ولكى يتحقق ذلك لا بد أن يتحرر المسئولون من آفتين: الاستعلاء والإنشاء.

علاقة المسئول بالرأى العام يجب ألا تكون محكومة بمنطق الفرمانات أو نظرية «نفِّذ ما يملى عليك». فالمسئول فى النهاية هو مواطن يعانى مما يعانى منه كل المواطنين، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالخوف من الإصابة بفيروس قاتل مثل كورونا.

لغة التواصل بين المسئول والمواطن لا بد أن تكون أكثر تواضعاً مما هى عليه حالياً، وأن تبتعد قدر الإمكان عن الأداء الاستعلائى الذى يحس فيه المواطن بأن المسئول يكلمه من طرف أنفه.

العلاقة لا بد أن تتأسس أيضاً على تزويد المواطن بالمعلومات الدقيقة الصحيحة وليس بالبيانات الإنشائية التى توزع على مجموعة الصحفيين الذين يعملون مع المعية السامية لجناب المستشار الإعلامى لأى وزارة، ليتولوا بعد ذلك نشرها على الجمهور.

فكرة البيان الصحفى تنفى مبدأ التفاعل مع المسئول وطرح أسئلة الرأى العام عليه ليقدم إجابة عنها، بحكم أنه الجهة الوحيدة التى تملك المعلومات حول الأحداث المتعلقة بمجال عمله.

مصداقية المعلومة وتكاملها فى الإجابة عن تساؤلات المواطن تؤدى إلى طمأنته. القلق يظهر دائماً فى حالات الغموض.. فالأحداث الغامضة التى لا تتوافر معلومات عنها هى أكثر ما يثير القلق داخل نفوس الناس.

تطوير الأداء على هذا المستوى بات ضرورة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستعلاء والإنشاء الاستعلاء والإنشاء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon