توقيت القاهرة المحلي 06:36:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلمة السر

  مصر اليوم -

كلمة السر

بقلم : محمود خليل

عدم الاهتمام بأقوال المنجّمين من جانب قطاع من الناس، واستخفاف قطاع آخر بما سمعوه من خبراء وخبيرات «التاروت»، يشكل ظاهرة لافتة ونحن نودع عام 2020.

فمع نهاية كل عام وهبوب نسائم عام جديد كانت سوق «توقعات القادم» تنتعش ويصبح نجوم قراءة الطالع وما يرددونه محل اهتمام من جانب البعض.

منسوب الاهتمام ومعدل الالتفات إلى هذا الرغى قَلَّ كثيراً. وكلمة السر فى ذلك هى «كورونا».

أواخر عام 2019 نشطت حركة قراءة الطالع وأنشأ علماء الفلك يتوقعون أحداث العام التالى، أكثرهم تحدث عن سقوط حكومات ونشوء صراعات داخل دول ووقوع صدامات على مستوى العالم، وغير ذلك من أحداث لا تحتاج إلى علم بالفلك أو تتبع لمواقع النجوم وحركتها حتى يتوقعها أحد، إذ تمثل امتداداً منطقياً لأحداث شهدها عام 2019.

قلة نادرة من قراء الطالع وأصحاب التوقعات تحدثوا عن ظهور وباء فى بعض دول العالم. وأغلب هؤلاء كانوا يتابعون الأخبار القليلة التى كانت تخرج من الصين وتتحدث عن الوباء الذى تسلل إلى مدينة «ووهان» وتنتشر عدواه بسرعة بين سكان المدينة، طيلة شهر ديسمبر 2019، ما يدلل على أن توقعهم جاء بناءً على قراءة الواقع وليس قراءة الطالع.

لم يفصل العرافون والمنجمون القول فى شأن الفيروس، وأظن أنهم فوجئوا مثل غيرهم بحالة التوحش التى أتى عليها.

البشرية أواخر العام 2020 ليست هى البشرية أواخر عام 2019.

الآن لم يعد فى وسع أحد أن يستمع إلى خبيرة تاروت أو كلام منجّم أو عراف أو قارئ كَفّ ليحدثه عن المستقبل فى ظل وباء يضرب فى جميع الاتجاهات، ولا يعرف أحد كيف ستكون نهايته؟

حالة الإرهاق التى سببها الفيروس للبشر وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على حياتهم مثّلت عاملاً آخر مهماً لانصراف الناس عن قراءة «هبد العرافين» أو «هرى المنجّمين».

استحواذ تهديدات الحاضر على الإنسان يصرفه عن التفكير فى المستقبل أو النظر إلى القادم أو الاستماع إلى من يتوقع حركته. ففى لحظات الاضطراب لا يفكر الإنسان إلا فى النجاة.

وما أعظم الآية القرآنية الكريمة التى تشرح تلك الحال، والتى تقول: «هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ».

فى لحظات الخطر أو التهديد يكون الله تعالى حاضراً فى حياة البشر. إنها اللحظة التى يتيقن فيها الإنسان أن النجاة بيده وحده، وأن عليه استعادة إيمانه بالله.

كذلك يفكر الإنسان فى لحظات الخطر أو التهديد، لكن ما إن يغادرها حتى يعود إلى سيرته الأولى: يقول تعالى: «فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم». ويقول: «وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ».

سبحان العليم بمبلغ ضعف عباده وأن كلمة السر فى حياتهم هى أنهم «أبناء اللحظة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمة السر كلمة السر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon