توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلمة السر

  مصر اليوم -

كلمة السر

بقلم : محمود خليل

عدم الاهتمام بأقوال المنجّمين من جانب قطاع من الناس، واستخفاف قطاع آخر بما سمعوه من خبراء وخبيرات «التاروت»، يشكل ظاهرة لافتة ونحن نودع عام 2020.

فمع نهاية كل عام وهبوب نسائم عام جديد كانت سوق «توقعات القادم» تنتعش ويصبح نجوم قراءة الطالع وما يرددونه محل اهتمام من جانب البعض.

منسوب الاهتمام ومعدل الالتفات إلى هذا الرغى قَلَّ كثيراً. وكلمة السر فى ذلك هى «كورونا».

أواخر عام 2019 نشطت حركة قراءة الطالع وأنشأ علماء الفلك يتوقعون أحداث العام التالى، أكثرهم تحدث عن سقوط حكومات ونشوء صراعات داخل دول ووقوع صدامات على مستوى العالم، وغير ذلك من أحداث لا تحتاج إلى علم بالفلك أو تتبع لمواقع النجوم وحركتها حتى يتوقعها أحد، إذ تمثل امتداداً منطقياً لأحداث شهدها عام 2019.

قلة نادرة من قراء الطالع وأصحاب التوقعات تحدثوا عن ظهور وباء فى بعض دول العالم. وأغلب هؤلاء كانوا يتابعون الأخبار القليلة التى كانت تخرج من الصين وتتحدث عن الوباء الذى تسلل إلى مدينة «ووهان» وتنتشر عدواه بسرعة بين سكان المدينة، طيلة شهر ديسمبر 2019، ما يدلل على أن توقعهم جاء بناءً على قراءة الواقع وليس قراءة الطالع.

لم يفصل العرافون والمنجمون القول فى شأن الفيروس، وأظن أنهم فوجئوا مثل غيرهم بحالة التوحش التى أتى عليها.

البشرية أواخر العام 2020 ليست هى البشرية أواخر عام 2019.

الآن لم يعد فى وسع أحد أن يستمع إلى خبيرة تاروت أو كلام منجّم أو عراف أو قارئ كَفّ ليحدثه عن المستقبل فى ظل وباء يضرب فى جميع الاتجاهات، ولا يعرف أحد كيف ستكون نهايته؟

حالة الإرهاق التى سببها الفيروس للبشر وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على حياتهم مثّلت عاملاً آخر مهماً لانصراف الناس عن قراءة «هبد العرافين» أو «هرى المنجّمين».

استحواذ تهديدات الحاضر على الإنسان يصرفه عن التفكير فى المستقبل أو النظر إلى القادم أو الاستماع إلى من يتوقع حركته. ففى لحظات الاضطراب لا يفكر الإنسان إلا فى النجاة.

وما أعظم الآية القرآنية الكريمة التى تشرح تلك الحال، والتى تقول: «هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ».

فى لحظات الخطر أو التهديد يكون الله تعالى حاضراً فى حياة البشر. إنها اللحظة التى يتيقن فيها الإنسان أن النجاة بيده وحده، وأن عليه استعادة إيمانه بالله.

كذلك يفكر الإنسان فى لحظات الخطر أو التهديد، لكن ما إن يغادرها حتى يعود إلى سيرته الأولى: يقول تعالى: «فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم». ويقول: «وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ».

سبحان العليم بمبلغ ضعف عباده وأن كلمة السر فى حياتهم هى أنهم «أبناء اللحظة».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمة السر كلمة السر



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon