توقيت القاهرة المحلي 06:07:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيدة الوقور تفقد أعصابها

  مصر اليوم -

السيدة الوقور تفقد أعصابها

بقلم: د. محمود خليل

لأول مرة تخرج السيدة المتزنة الهادئة عن وقارها المعتاد لتتحدث إلى شعبها بنبرة «عصبية» عن أيام «عصيبة» قادمة ستعيشها ألمانيا بسبب فيروس كورونا.

العصبية التى بدت عليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مردها تفاقم حالات الإصابة والوفيات بالفيروس والتى بلغت ذروتها يوم الثلاثاء الماضى، حيث سجلت ألمانيا ألف وفاة وأكثر من 17 ألف إصابة، الأمر الذى دعا «ميركل» إلى مكاشفة شعبها بالحقيقة دون مواربة.

عندما تخرج أكبر مسئولة فى ألمانيا متحدثة بمثل هذا الكلام فعلينا أن نأخذ الأمور بمأخذ الجد. فألمانيا خلافاً لجميع دول العالم لها وضعية خاصة إذا نظرنا إلى طبيعة النظام الصحى بها.

نظام التأمين الصحى فى ألمانيا يتم تمويله بسخاء عبر الاشتراكات القانونية والاشتراكات الخاصة بمئات المليارات من الدولارات، ويغطى كل أفراد الأسرة الألمانية، وهو إجبارى بالنسبة للمواطنين والأجانب، كما أنه مشهور بكفاءته.

سخاء التمويل وكفاءة الخدمة الطبية المقدمة جعلا ألمانيا فى مقدمة الدول الأوروبية التى يتمتع أهلها برعاية صحية متميزة، وبالتالى عندما تخرج سيدة ألمانيا الأولى متحدثة بهذه الطريقة فعلينا أن نفهم أن هذا النظام الطبى العتيد أصبح يواجه مشكلات لا حصر لها بسبب انفجار عدد الإصابات والحالات.

فالنظام الصحى داخل أى دولة من دول العالم يتعامل مع الجائحة ما دام قادراً على استيعاب الإصابات وتوفير الرعاية الطبية لأصحابها، ولكن عندما تخرج الأمور عن السيطرة وتتضاعف الأعداد بشدة، فإن المسألة تبدأ فى الاختلاف، حيث تأخذ القدرة على الاستيعاب فى التآكل. فى هذه اللحظة تلجأ الدول إلى الإجراءات الاستثنائية وتحاول محاصرة انتشار الفيروس بالإغلاق وحظر التحرك وغير ذلك.

كلام المستشارة يدل على أن النظام الصحى فى ألمانيا يوشك على الانهيار، وإذا كان الوضع فى ألمانيا يبدو على هذا النحو، فلك أن تتخيل الأوضاع داخل غيرها من الدول الأوربية، ناهيك عن دول العالم المختلفة.

الوضع جد خطير.

هناك من يشككون فى خطورة الفيروس، ويرددون أن «حدوتة كورونا» مصنوعة بالأساس بهدف خدمة مصالح شركات عالمية معينة، وهى الشركات الراعية لفكرة الأداء عن بعد.

ليس هناك خلاف على أن شركات الاتصالات والمعلومات التى توفر الأجهزة والبرامج والمنصات اللازمة للعمل أو التجارة أو التعليم عن بُعد استفادت من الجائحة، لكن علينا ألا نغفل أن التحول لهذا النظام فى الأداء يعود بجذوره إلى بدايات الألفية الثالثة، ولم يرتبط فى ظهوره أو فى تطوره بفيروس كورونا.

وترتيباً على ذلك يصبح التشكيك فى جدية الخطر الذى تواجهه البشرية مفتقراً إلى المنطق.

علقت ميركل على الدعاوى التى يسوقها هؤلاء المشككون قائلة: «هذه الدعاوى ليست مزيفة وخطيرة فقط، بل إنها أيضاً مثيرة للسخرية ووحشية تجاه أولئك الذين عانوا من الوباء».

الدنيا لا تسير على حال، وأيامها متقلبة، وظروفها متبدلة. والعقل والمنطق يقولان: عليك وأنت تتعامل مع ظرف استثنائى أو خطر غير عادى أن تنحى الأساليب التقليدية جانباً، وتتخذ من الإجراءات ما يتناسب مع الظرف وما يعينك على مواجهة الخطر حتى يزول أثره، وبعدها بإمكانك أن تعود إلى قواعدك سالماً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيدة الوقور تفقد أعصابها السيدة الوقور تفقد أعصابها



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon