توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المزيفون الجدد

  مصر اليوم -

المزيفون الجدد

بقلم: د. محمود خليل

خرج «نتنياهو» فى الذكرى الـ47 لانتصار المصريين على الصهاينة فى أكتوبر 1973 متحدثاً عما وصفه بانتصار إسرائيل على كل من مصر وسوريا بعد أن تمكنت من امتصاص هجومهما المفاجئ عليها، وأن قوات جيش الاحتلال كانت تقف على أبواب القاهرة ودمشق.

لم يكن أحد -داخل إسرائيل- يجرؤ على ترديد هذا الكلام خلال السنوات الأولى التى أعقبت الحرب. فقد كان هناك اعتراف صريح بالهزيمة، تجد الدليل عليه فى قيام الحكومة الإسرائيلية بتشكيل لجنة «أجرانات» (1973) لتقصى الحقائق حول ما حدث أيام الحرب، وأثبت تقرير اللجنة فشل الأجهزة داخل إسرائيل فى توقع لحظة الهجوم، وعجز قواتها عن منع الجيش المصرى من عبور القناة وتدمير خط بارليف، والتوغل داخل سيناء حتى منطقة المضايق.

لا يحتاج «نتنياهو» أكثر من أن يقلب فى صفحات تقرير لجنة «أجرانات»، حتى يدرك حالة العجز واللخبطة التى وقعت فيها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية نتيجة خطة الخداع الاستراتيجى التى اعتمد عليها الرئيس الراحل أنور السادات. ومن الثابت تاريخياً أن اللجنة حكمت باستبعاد المسئولين عن هذه الأجهزة من مناصبهم بعد الحرب.

يزعم «نتنياهو» أن قوات إسرائيل كانت تقف على أبواب القاهرة، فى إشارة إلى بعض الأحداث التى أعقبت واقعة «ثغرة الدفرسوار»، حين حاولت إسرائيل تطوير هجوم مضاد بعد أن اكتسح المصريون المشهد القتالى، فى محاولة وُصفت حينها بـ«الاستعراضية أو التليفزيونية» وبيع الوهم للشعب الإسرائيلى الذى زلزلت أركانه بعد تأكده من حقيقة أنه أصبح فى مرمى القدرة العسكرية المصرية.

الحركة التليفزيونية التى قام بها «شارون» توقفت فى السويس، حين أصبحت قوات العدو التى قامت بالثغرة بين فكى جنود الجيش المصرى وأهالى السويس. على يد أبناء السويس والإسماعيلية تحطمت آمال «شارون» فى إحداث تحول فى مسار الحرب التى كانت كل الحقائق على الأرض تشير إلى انتصار المصريين فيها.

حديث «نتنياهو» عن وقوف الصهاينة على أبواب القاهرة بالنسبة لمن قرأ تفاصيل هذه الحرب يعد حديثاً كوميدياً من الصنف العالى، لكننى انزعجت من تساؤل بعض الأجيال التى لم تعاصر هذه الفترة عما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلى!.

هذه الوضعية تثير سؤالاً حول مقررات التاريخ التى يدرسها أبناؤنا. ويلاحظ مَن تعرض لهذه المقررات العبور السريع على حرب أكتوبر مقابل التوسع فى الحديث عن رحلة السلام التى خاضها الرئيس السادات منذ عام 1977.

لا تركز سردية حرب أكتوبر بكتب التاريخ التى يدرسها طلاب المدارس على التفاصيل التى تستحق الذكر فى هذه المعركة الكبرى، ولا تمنحهم المعلومات التى تمكنهم من وضع مثل هذه الترّهات التى يغرد بها «نتنياهو» وغيره فى مكانها الصحيح داخل سلال المهملات.

تحصين عقل الأجيال الجديدة ضد هذه المغالطات الكبرى أساسه المعلومة الصحيحة والتفصيلية، وليس المعلومة العابرة أو الإنشائية.

صناع مقررات التاريخ بالمدارس مطالبون بالقيام بدور فى عملية التحصين تلك.

صناع الأفلام الوثائقية بشركات الإنتاج الإعلامى والقنوات الفضائية عليهم واجب أيضاً فى هذا السياق، يتمثل فى تقديم أفلام متقنة ومهنية تضع الحقائق فى مكانها، وتقدم أحداث التاريخ كما وقعت، بعيداً عن محاولات التزييف التى يقوم بها المزيفون الجدد من أمثال «نتنياهو».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المزيفون الجدد المزيفون الجدد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon