قرارات حاسمة اتخذها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى مواجهة الموجة الثالثة من فيروس كورونا.
يأتى على رأس هذه القرارات توسيع الحجر الصحى لمواجهة الفيروس ليشمل جميع أراضى البلاد لمدة أربعة أسابيع، بالإضافة إلى إغلاق المدارس لثلاثة أسابيع، وتوقّع «ماكرون» أن تصل أعداد الوفيات فى بلاده جرَّاء الوباء إلى 100 ألف حالة قريباً.
السر فى هذه الخطوة من جانب الرئيس الفرنسى يرتبط بظهور السلالة البريطانية من «كورونا» وانتشارها وتفشيها فى أنحاء فرنسا. وكان «ماكرون» قد ذكر أوائل مارس الماضى أن 60% من مصابى «كورونا» التقطوا عدوى السلالة البريطانية بالأساس.
خطورة هذه السلالة أنها أسرع وأقدر على التحور، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين المصابين بها.
هذا الوضع لا ينطبق على فرنسا وحدها، بل يمتد إلى العديد من الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك إلى غيرها من دول العالم. وقد أكد الرئيس الأمريكى جو بايدن أن المعركة ضد «كورونا» أبعد من أن تكون قد انتهت.
يحدث هذا فى دول توسعت فى تطعيم مواطنيها باللقاحات المحصّنة ضد الفيروس. فما بالك بالوضع فى غيرها؟!.
فى مصر أعداد المصابين بـ«كورونا» تزيد يوماً بعد يوم. الوزارة تقول إنها تزيد اثنتين أو ثلاث أو أربع حالات عند الانتقال من يوم إلى آخر، ويبدو أن مسئوليها نسوا أحاديثهم السابقة عن المتوالية الهندسية التى تحكم الزيادة فى أعداد المصابين.
منذ يومين أعلنت الوزارة أن أعداد المصابين بلغت 712 مصاباً بعد عدة أيام كان الرقم فيها يقل عن الـ700 إصابة، وكانت الزيادة اليومية التى تعلن عنها وزارة الصحة لا تزيد على 5 أو 10 إصابات فى اليوم.
وإذا كانت دول العالم المختلفة مشغولة بالحديث عن السلالات، خصوصاً السلالة البريطانية، فإن هذا الحديث غائب تماماً عن مسئولى الصحة بالمحروسة مصر، فما نعرفه أن عندنا «كورونا»، أما التفاصيل المتعلقة بنوع السلالة أو خرائط انتشارها أو نوع التحور الذى حدث للفيروس أو تأثيراته وأعراضه الجديدة وغير ذلك فأمر لا يشغل وزارة الصحة كثيراً.
الملاحظ أيضاً أن كم التشدد الذى تبديه الحكومة فى إجراءات مواجهة الموجة الجديدة من «كورونا» انخفض كثيراً مقارنة بما كانت عليه الحال خلال مثل هذه الأيام من العام الماضى.
يحدث هذا فى وقت يلاحظ فيه الجميع أن صفحات التواصل الاجتماعى عادت من جديد لتصبح منصات للدعاء من أجل الشفاء أو المواساة لمن فقد عزيزاً لديه نتيجة الإصابة بالفيروس.
ويبدو أن الحكومة رفعت الشعار المصرى الشهير «مفيش فايدة» فى مواجهة الفيروس. وحجتها حين السؤال حاضرة دائماً، فالسر دائماً يتمثل فى عدم وعى الشعب وعدم التزامه بالإجراءات الاحترازية التى ظلت تعلّمها له طيلة الأشهر الماضية.
المشكلة أن حالة التزاحم المعتاد التى تسبق شهر رمضان المبارك على أشدها هذه الأيام، وسوف تتضاعف معدلات التزاحم حتى داخل البيوت خلال الشهر الكريم.
ويبدو أن الجميع تصالح على فرضية أن «الحذر لا يمنع القدر».