صعود المحافظين الجدد بما يحملونه من فكر يرتكز على الصراع والحلول العنيفة للمشكلات أدى إلى صعود ما يطلق عليه باليمين المتطرف داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
اليمين المتطرف فى أمريكا وبعض الدول الأوروبية -مثل فرنسا- يضم أفراداً يؤمنون بحمل السلاح لفرض أفكارهم وإرادتهم على المجتمع. إنهم لا يختلفون كثيراً عن الجماعات الإرهابية التى ابتلى بها المسلمون وأساءت إلى ديننا السمح كل الإساءة.
جماعات اليمين المتطرف فى الغرب تتحرك من منظور دينى مثلها مثل الجماعات المتأسلمة، ولا تتوانى عن حمل السلاح وإشهاره فى مواجهة الآخرين.
جماعة «الذئب الأمريكى» نموذج على جماعات عديدة شبيهة تتسكع الآن فى الولايات المتحدة وهى تحمل السلاح. وأغلب هذه الجماعات يجد فى الخطاب السياسى العنصرى الذى راج بأمريكا خلال السنوات الأربع الماضية دعماً له.
أحد أفراد جماعة «الذئب الأمريكى» تورط فى قتل مواطنين سود من المشاركين فى مظاهرات «حياة السود مهمة». الرئيس «ترامب» خرج يصف المتهم بذلك بأنه كان فى حالة دفاع عن النفس. وكرد فعل على ذلك بادرت جماعة «حياة السود مهمة» إلى طرح فكرة حمل السلاح فى مواجهة الميليشيات اليمينية لـ«البيض».
ما أحدثك عنه ليس فيلماً أجنبياً، بل واقع تؤكده الأرقام.
الأمريكيون فى هذه اللحظة يقفون فى طوابير طويلة أمام محلات بيع الأسلحة. وحسب دراسة أجرتها إحدى الشركات فإن مبيعات قطع السلاح فى الولايات المتحدة وصلت إلى 1.8 قطعة فى شهر سبتمبر 2020، وهى تزيد عما بيع فى الشهر نفسه العام الماضى بنسبة 66%.
الوضع فى بعض الدول الأوروبية لا يختلف. فى فرنسا تتصاعد حظوظ اليمين المتطرف فى أية انتخابات، والواضح أن سياسات ماكرون تصب فى خدمة هذا التيار، وتخدم زعيمة اليمين «مارين لوبان».
«التصويت الانتخابى» بدلاً من أن يعمل كآلية ديمقراطية تحوّل إلى «ساحة حرب» بين المتطرفين والمعتدلين، بين من يحضون على الكراهية ومن يخشون من تداعياتها الخطيرة على المجتمعات.
قبل 24 ساعة من الموعد الرسمى لانتخابات الرئاسة الأمريكية وصل عدد المشاركين فى التصويت المبكر إلى ما يقرب من 100 مليون مواطن. ويتوقع بعض المحللين أن يتجاوز عدد المشاركين فى التصويت هذه المرة رقم الـ150 مليون مواطن، وقد يزيد عنه كثيراً. وهو رقم غير مسبوق للمشاركة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.
لعبة «الذات والآخر» أصبحت تجد نفسها فى السباقات الانتخابية، وأصبح أصحابها من أعضاء اليمين المتطرف على استعداد لأن ينالوا ما لم يتمنكوا من فرضه عبر صناديق الانتخاب برفع السلاح.
الاستقطاب والتحزب وعدم قبول الآخر أصبحت لسان حال جماعات اليمين المتطرف الأمريكى التى ترفض «الآخر غير الأبيض» ومن بينهم العرب والأفارقة المسلمون، وجماعات اليمين فى فرنسا التى تعادى الهجرة والمهاجرين الذين ينتمى أغلبهم إلى دول الشمال الأفريقى المسلم.
هكذا أصبح الغرب يدور فى دائرة مفرغة. عنف من الجماعات المتأسلمة وذئابها المنفردة يقابله عنف من ذئاب اليمين المتطرف. ولا يعرف أحد إلى أين يمكن أن يأخذنا هذا المشهد؟
كثيرون أصبحوا يفضلون الرقص مع الذئاب.