توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توقّع الخطر وتوقّيه

  مصر اليوم -

توقّع الخطر وتوقّيه

بقلم : محمود خليل

مولود كورونا الجديد أربك العالم أكثر مما هو مرتبك، وأرهق الحصان المرهق أصلاً. البعض أطلق عليه «كوفيد 20».

بلد المنشأ هذه المرة هو بريطانيا العظمى، حيث ظهرت السلالة الجديدة بكثافة، وأصيب بها كما يقدِّر مسئولون بريطانيون أكثر من 150 ألف شخص خلال أسبوع واحد.

قرر بوريس جونسون عقب تفشِّى الفيروس إعادة فرض الحجر الصحى فى لندن وجنوب شرق إنجلترا، ودعا حكومته إلى التخلى عن خططها الخاصة بتخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا خلال احتفالات عيد الميلاد.

تعلم بالطبع أن «جونسون» واحد من زعماء العالم الذين فتحوا صدرهم وأعلنوا منذ عدة أيام عن تبنِّى خطة لتخفيف القيود الخاصة باحتواء الفيروس خلال الاحتفالات بعيد الميلاد، وقرر أيضاً السماح للجماهير بحضور مباريات الكرة.

وعلى الرغم من تحذير خبراء الصحة فى بريطانيا من إقدام الحكومة على تخفيف القيود والتنبيه إلى النتائج السلبية التى يمكن أن تترتب على ذلك عقب انتهاء احتفالات عيد الميلاد، فإن «جونسون» لم يأبه لأحد وفتح صدره كما وصفت لك وأعلن عن عزمه وإصراره على التخفيف، ولم يختلف رأيه إلا بعد ظهور السلالة الجديدة.

قلت لك غير مرة إن حكومات العالم معذورة، لأن الكلفة الاقتصادية الكبيرة المترتبة على الإغلاق تجعلهم يترددون ويتلكأون فى اتخاذ قرار بشأنه، فتوقف عجلة الاقتصاد له آثار داهمة على الشعوب، التى عبرت قطاعات منها فى دول عدة عن رفضها للعودة إلى إجراءات الإغلاق التى شهدتها الموجة الأولى.

عناد «جونسون» لم يكن فى محله، فالقرارات التى تتعلق بحياة البشر لا تخضع للأهواء أو الأمزجة، ولا تعرف أيضاً حسابات الخسائر، لأنه لا توجد خسارة فى الحياة تعادل خسارة الحياة نفسها.

لقد كان «جونسون» يعرب عن إصراره على تخفيف القيود بالتزامن مع قرار المستشارة الألمانية «ميركل» -وهى واحدة من أكثر القيادات الأوروبية مهارة وارتكازاً- بفرض المزيد من القيود على المواطنين فى ألمانيا وصلت إلى حد إغلاق المتاجر والمدارس حتى 10 يناير المقبل.

لم يلتفت «جونسون» إلى أن زيادة عدد الإصابات كفيل فى حد ذاته بإيقاف عجلة الحياة داخل المدن البريطانية، وأنها تتسبب فى كلفة أعلى أيضاً على مستوى توفير الرعاية الصحية، وأنها أيضاً تؤثر على عملية التدفق من وإلى بريطانيا، بما يصحب ذلك من خسائر مالية.

لقد أعلنت عدة دول منها هولندا وبلجيكا وإيطاليا والنمسا عن وقف رحلاتها من وإلى بريطانيا بعد ظهور السلالة الجديدة من كورونا فى العاصمة لندن، ومن الوارد بالطبع أن تحذو دول أخرى حذوها.

«جونسون» يتجه نحو الإغلاق، بعد أن أصبحت المفاضلة بين خسارتين، ولم يعد هناك بد مما لا بد منه. الخسائر المالية قائمة فى حالة الإغلاق، لكن مع كورونا تتزاوج الخسائر المالية مع خسارة أرواح بشر.

بعض الخبراء يقولون إن السلالة الجديدة من كوفيد (كوفيد الابن) أكثر انتشاراً لكنها أقل شراسة، وأن بمقدور الإنسان مقاومتها بصورة أكبر من كوفيد الأب.. لعل وعسى.

لكن يبقى أن توقُّع الخطر وتوقِّيه جزء من حسن الإدارة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقّع الخطر وتوقّيه توقّع الخطر وتوقّيه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon