توقيت القاهرة المحلي 07:38:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توقّع الخطر وتوقّيه

  مصر اليوم -

توقّع الخطر وتوقّيه

بقلم : محمود خليل

مولود كورونا الجديد أربك العالم أكثر مما هو مرتبك، وأرهق الحصان المرهق أصلاً. البعض أطلق عليه «كوفيد 20».

بلد المنشأ هذه المرة هو بريطانيا العظمى، حيث ظهرت السلالة الجديدة بكثافة، وأصيب بها كما يقدِّر مسئولون بريطانيون أكثر من 150 ألف شخص خلال أسبوع واحد.

قرر بوريس جونسون عقب تفشِّى الفيروس إعادة فرض الحجر الصحى فى لندن وجنوب شرق إنجلترا، ودعا حكومته إلى التخلى عن خططها الخاصة بتخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا خلال احتفالات عيد الميلاد.

تعلم بالطبع أن «جونسون» واحد من زعماء العالم الذين فتحوا صدرهم وأعلنوا منذ عدة أيام عن تبنِّى خطة لتخفيف القيود الخاصة باحتواء الفيروس خلال الاحتفالات بعيد الميلاد، وقرر أيضاً السماح للجماهير بحضور مباريات الكرة.

وعلى الرغم من تحذير خبراء الصحة فى بريطانيا من إقدام الحكومة على تخفيف القيود والتنبيه إلى النتائج السلبية التى يمكن أن تترتب على ذلك عقب انتهاء احتفالات عيد الميلاد، فإن «جونسون» لم يأبه لأحد وفتح صدره كما وصفت لك وأعلن عن عزمه وإصراره على التخفيف، ولم يختلف رأيه إلا بعد ظهور السلالة الجديدة.

قلت لك غير مرة إن حكومات العالم معذورة، لأن الكلفة الاقتصادية الكبيرة المترتبة على الإغلاق تجعلهم يترددون ويتلكأون فى اتخاذ قرار بشأنه، فتوقف عجلة الاقتصاد له آثار داهمة على الشعوب، التى عبرت قطاعات منها فى دول عدة عن رفضها للعودة إلى إجراءات الإغلاق التى شهدتها الموجة الأولى.

عناد «جونسون» لم يكن فى محله، فالقرارات التى تتعلق بحياة البشر لا تخضع للأهواء أو الأمزجة، ولا تعرف أيضاً حسابات الخسائر، لأنه لا توجد خسارة فى الحياة تعادل خسارة الحياة نفسها.

لقد كان «جونسون» يعرب عن إصراره على تخفيف القيود بالتزامن مع قرار المستشارة الألمانية «ميركل» -وهى واحدة من أكثر القيادات الأوروبية مهارة وارتكازاً- بفرض المزيد من القيود على المواطنين فى ألمانيا وصلت إلى حد إغلاق المتاجر والمدارس حتى 10 يناير المقبل.

لم يلتفت «جونسون» إلى أن زيادة عدد الإصابات كفيل فى حد ذاته بإيقاف عجلة الحياة داخل المدن البريطانية، وأنها تتسبب فى كلفة أعلى أيضاً على مستوى توفير الرعاية الصحية، وأنها أيضاً تؤثر على عملية التدفق من وإلى بريطانيا، بما يصحب ذلك من خسائر مالية.

لقد أعلنت عدة دول منها هولندا وبلجيكا وإيطاليا والنمسا عن وقف رحلاتها من وإلى بريطانيا بعد ظهور السلالة الجديدة من كورونا فى العاصمة لندن، ومن الوارد بالطبع أن تحذو دول أخرى حذوها.

«جونسون» يتجه نحو الإغلاق، بعد أن أصبحت المفاضلة بين خسارتين، ولم يعد هناك بد مما لا بد منه. الخسائر المالية قائمة فى حالة الإغلاق، لكن مع كورونا تتزاوج الخسائر المالية مع خسارة أرواح بشر.

بعض الخبراء يقولون إن السلالة الجديدة من كوفيد (كوفيد الابن) أكثر انتشاراً لكنها أقل شراسة، وأن بمقدور الإنسان مقاومتها بصورة أكبر من كوفيد الأب.. لعل وعسى.

لكن يبقى أن توقُّع الخطر وتوقِّيه جزء من حسن الإدارة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقّع الخطر وتوقّيه توقّع الخطر وتوقّيه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon