بقلم: د. محمود خليل
استيقظ العالم يوم الجمعة الماضى على خبر إصابة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته بفيروس كورونا.. ربنا يشفى كل مريض.
قبل هذا الإعلان بساعات كان الجدل على أشده بين كل من «ترامب» ومنافسه «بايدن» حول الطريقة التى تعاملت بها الولايات المتحدة مع فيروس كورونا. اتهم «بايدن» ترامب بأنه تأخر فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية وهوّن من شأن الفيروس عند ظهوره، وبعد اتخاذها تسرع فى رفعها، ما أدى إلى إصابة أكثر من 7 ملايين أمريكى بالفيروس، ووفاة أكثر من 200 ألف شخص. من ناحيته اتهم «ترامب» بايدن بالتقليدية وأنه يريد إغلاق الاقتصاد دون أن يأبه بالتداعيات المترتبة على ذلك.
ورقة «كورونا» خدمت «بايدن» وخصمت من «ترامب».. لم يكن ترامب يحرص على ارتداء الكمامة فى بعض المواقف، خصوصاً الأنشطة الانتخابية الأخيرة، وبعض المحيطين به كانوا يحذون حذوه. وقد انتفلت عدوى الفيروس لترامب عبر إحدى مساعداته بالبيت الأبيض التى أصيبت بالفيروس.
التقارير الصادرة عن البيت الأبيض تقول إن الرئيس يمارس أعماله اليومية داخل الحجر، لكن لا توجد عليه أعراض، وهو مؤشر مطمئن، لكن البعض أعرب عن قلقه بمجرد سماع الخبر. فـ«ترامب» يبلغ من العمر 74 عاماً وهو من الفئات المعرضة للإصابة بمضاعفات المرض.
تحدث «ترامب» كثيراً عن أدوية لعلاج كورونا أو الوقاية منها، وتكررت وعوده والمواعيد التى ضربها للوصول إلى هذا العلاج. وهذا الأمر كان محل تشكيك من جانب «بايدن». وقد استغلت روسيا الموقف ودخلت على الخط واقترحت على المسئولين بالبيت الأبيض إعطاء ترامب اللقاح الروسى لعلاج كورونا. والعلاقة الخاصة التى تربط بين «بايدن» وروسيا لا تخفى على أحد!.
السؤال الأهم الذى يطرحه الكثيرون يتعلق بتأثير إصابة «ترامب» بكورونا على الانتخابات الأمريكية التى لا تفصلنا عنها سوى بضعة أسابيع؟.
كورونا زار «ترامب» فى توقيت حرج للغاية، وقد يضطر إلى التوقف عن المؤتمرات الانتخابية، وكذلك عن المشاركة فى باقى المناظرات مع «بايدن» مرشح الحزب الديمقراطى. هذا التوقف سيكون له ولا شك تأثيرات سلبية على وضعه التنافسى.
وفى حالة ظهور بعض أعراض الفيروس أو مضاعفاته -لا سمح الله- على الرئيس الأمريكى فسوف يتعقد المشهد أكثر، إلى حد يمكن معه القول إن المستقبل السياسى لترامب أصبح رهناً بإنفلونزا كورونا.
أمر لافت للغاية يتعلق بهذا الفيروس العجيب الذى لا يفرق بين البسطاء والعظماء. فقد أصيب به ولى عهد إنجلترا ورئيس وزرائها، وأصاب رؤساء ووزراء ومسئولين كثراً فى أنحاء متفرقة من العالم، وها هو قطاره يصل إلى رئيس الولايات المتحدة.
«ترامب» أعلن عن إصابته بالفيروس بلا تلكؤ عبر تغريدة على تويتر. وفى تجارب أخرى عديدة لم تتوان الأجهزة الرسمية وكذلك أدوات الإعلام عن الإعلان بمنتهى الشفافية عن إصابة الكبار بالفيروس. فكل البشر عرضة للمرض.. الكبار أيضاً يمرضون. «بايدن» هو الآخر سوف يخضع لاختبار وسوف يعلن عن نتيجته سلباً أو إيجاباً. فلا تستر على معلومة ولا إخفاء لحقيقة تهم الرأى العام وتساعده على اتخاذ القرار الرشيد.. كذلك يجب أن تدار الأمور.