توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"مركّب" شديد الغرابة

  مصر اليوم -

مركّب شديد الغرابة

بقلم: د. محمود خليل

لم يكن حادث المنصة (6 أكتوبر 1981) الأول من نوعه الذى يستهدف الرئيس أنور السادات.

فقبلها بنحو 7 سنوات، شهد عام 1974 محاولة لاغتيال الرئيس مع قيادات الدولة على يد تنظيم الفنية العسكرية بقيادة صالح سرية، وهى المحاولة التى باءت بالفشل، لكن الأمر اختلف بالنسبة للمحاولة التى قامت بها جماعة الجهاد بقيادة الدكتور عمر عبدالرحمن الأستاذ بجامعة الأزهر فرع أسيوط، والمهندس عبدالسلام فرج خريج هندسة القاهرة عام 1981.

فقد نجح تنظيم الجهاد فى اغتيال الرئيس، وأحدث فوضى عارمة بمحافظة أسيوط، قبل أن تتم إعادة الهدوء من جديد إلى المشهد المصرى.

عبّر تنظيم الجهاد عن مركّب شديد الغرابة يشتمل على مجموعة من العناصر الدموية التى تجد فى فكرة «جهاد الحكام» أو من أطلقوا عليه فى أدبياتهم «العدو القريب» هدفاً وسبيلاً لا تحيد عنه.

حضر فى مركب «الجهاد» طرف معبر عن تنظيم الفنية العسكرية والمتمثل فى سالم الرحال، وهو فلسطينى الجنسية، وكان يدرس بالأزهر. كان «الرحال» على صلة بتنظيم الفنية العسكرية وحاول عام 1979 إعادة تشكيل التنظيم عبر التواصل مع عناصره التى خرجت لتوها من السجن، لكن الجهات الأمنية اكتشفت الأمر فتم القبض عليهم وتقرر ترحيل «سالم الرحال» إلى الأردن.

تعرف عبدالسلام فرج -وهو يدرس بكلية الهندسة- على «سالم الرحال» واستمع إليه، ونشأت بينهما علاقة فكرية لم تدُم طويلاً بسبب ترحيل الأخير من مصر بعد القبض على مجموعته من بقايا تنظيم الفنية العسكرية.

سعى عبدالسلام فرج بعد ذلك إلى تكوين تنظيم تابع له اشتمل على مجموعة من الشباب، أغلبهم من طلاب الجامعات وخريجيها، وخطط لتشكيل جناح عسكرى تابع للتنظيم يقوم بالعمليات (الجهادية) التى يتم الاتفاق عليها. وشكل هذا التنظيم الرافد الثانى لمركب جماعة الجهاد.

أما العنصر الثالث فقد تمثل فى الجماعة الإسلامية بأسيوط. وقد اعتنقت أغلب عناصر الجماعة الإسلامية التى انتشرت بالجامعات المصرية أوائل السبعينات الفكر السلفى، ثم قررت جماعة جامعتى القاهرة والإسكندرية فيما بعد الاندماج فى جماعة الإخوان، فى حين احتفظت جماعة أسيوط بسلفيتها.

يقول د. علاء بكر فى كتابه «الصحوة الإسلامية فى مصر فى السبعينات»: «فى نهاية 1979 تعرف عبدالسلام على كرم زهدى من قيادات الجماعة الإسلامية بأسيوط، حيث تلاقت أفكارهما على ضرورة التغيير، فاتفقا على توحيد مجموعة عبدالسلام فرج والجماعة الإسلامية فى تنظيم واحد، واختيار الشيخ الدكتور عمر عبدالرحمن أميراً له، وأطلقوا على التنظيم (تنظيم الجهاد)».

تحليل الطريقة التى تشكل بها تنظيم الجهاد تؤشر إلى أنه مثّل نقطة التقاء بين مجموعة من التكفيريين الذين قرروا حمل السلاح ضد النظام القائم. ويبدو أن جلهم كان متأثراً بالنجاح الذى حققته ثورة الخمينى فى إيران عام 1979، وقرّب إلى أذهانهم فكرة «الثورة الإسلامية» وإقامة دولة تحت حكمهم المباشر.

ولعلك تعلم أن عبدالسلام فرج خطط مع عناصر جماعته للقيام بثورة إسلامية وتحريك الجماهير فى ثورة شعبية داخل كل من القاهرة وأسيوط عقب اغتيال الرئيس السادات، ثم التحرك إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون والاستيلاء عليه، وإعلان قيام دولة جديدة «إسلامية»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مركّب شديد الغرابة مركّب شديد الغرابة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon