توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجدى يعقوب

  مصر اليوم -

مجدى يعقوب

بقلم : محمود خليل

ما أجمل اللحظة التى يتحول فيها «تعثر» الإنسان حين لا تقوى قدماه المجهدتان على حمله إلى «شموخ». حتى فى اللحظة التى سقط فيها الدكتور مجدى يعقوب، فخر مصر والعرب، عندما همَّ بتسلم جائزة تكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان كبيراً وعظيماً ومضيئاً ولامعاً. قلوب كثيرة انتفضت فى أماكنها عندما شاهدت هذا المشهد. مؤكد أن قلوباً كثيرة ستنتفض فى مواضعها للمشهد الشامخ لمايسترو علاج القلب السير «يعقوب».

كلنا يعرف الكثير عن الدكتور مجدى يعقوب، وعن سيرته العلمية والعملية المشرفة، لكن لفتنى جداً أن هذا الإنسان الجميل لم ينشغل بالتكريم المستحق له فى دولة الإمارات الشقيقة، قدر ما انشغل بجمع تبرعات لبناء مستشفى القلب الجديد بالقاهرة، ليعمل إلى جوار مستشفى مجدى يعقوب بأسوان بصعيد مصر. هذا الرجل يضع الإنسان المصرى نصب عينيه بصورة عملية، دون أن يباهى بذلك أو يتحدث عنه، فكل همه هو تخفيف جراحات القلوب التى تعانى ليس أكثر. دون أن يبغى من أحد جزاءً ولا شكوراً. نموذج فذ يقدمه السير «يعقوب» لكل جماليات الإنسان المصرى المحب للإنسان.

عرفت مصر الكثير من المشاهير فى عالم الطب، بدءاً من على باشا إبراهيم وانتهاءً بمجدى يعقوب، الكثيرون كانوا يباهون بشهرتهم ومعدلات دخلهم وبمهاراتهم العملية، وأقلهم من كان يفكر فى أن يعطى دون مقابل، أن يعطى غيره لمجرد أنه إنسان يستحق أن يجد يداً حانية تضمد جراحه. الدكتور مجدى يعقوب فعلها، وقدم نموذجاً للطبيب الإنسان دون صخب أو ضوضاء، هو ليس فى حاجة إليها.

لقد عاشت مصر صخباً كبيراً خلال الأيام الماضية، تعلق بعضه بمطربى المهرجانات، وتعلق بعضه الآخر بمباراة الأهلى والزمالك التى شهدتها دولة الإمارات. ساعات طويلة استهلكها الإعلام مع «بيكا وشاكوش ومش عارف مين»، وساعات أطول غرق فيها فى الحديث عن مباراة فى كرة القدم من قبل أن تُلعب ومن بعد، آراء واجتهادات لا حصر لها سيقت أمام كل تفصيلة من التفاصيل التى شهدتها المباراة، وفى المقابل لم يستغل الإعلام حدث تكريم مجدى يعقوب ليفتح العديد من الملفات المهمة الجديرة بالمناقشة، مثل الدور الذى يمكن أن يقوم به الأفراد الناجحون داخل وخارج مصر فى خدمة أهلها، والدور الذى يمكن أن يقوم به رجال الأعمال فى دعم المشروعات الطبية الخيرية التى يقوم بها الدكتور مجدى يعقوب وزملاؤه الذين يتشابهون معه فى السيرة والمسيرة والرغبة فى مساعدة الطيبين من أهل هذا البلد. ملفات أخرى عديدة كان يصح أن يعالجها الإعلام على هامش هذا الحدث، بدلاً من الاستغراق الفارغ فى ماتش كورة أو مطرب تافه أو فنانة درجة عاشرة، جرياً وراء أكذوبة أن الجمهور عاوز كده، والحقيقة أنهم هم الذين يريدون أن «يكون الجمهور كده»، طافٍ باستمرار على سطح التفاهات. بارك الله فى صحة وعمر الدكتور الإنسان مجدى يعقوب، وفى علمه وعمله، ونسأله سبحانه وتعالى «فوقة» للإعلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجدى يعقوب مجدى يعقوب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon