توقيت القاهرة المحلي 22:53:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل في ورطة

  مصر اليوم -

رجل في ورطة

بقلم: د. محمود خليل

فى ولاية جورجيا كان سكرتير الولاية براد رافنسبيرجر يمارس أعماله اليومية المعتادة حين رنَّ رقم هاتفه ليجد على الطرف الآخر صوت ترامب يأتيه من البيت الأبيض. يطلب «ترامب» من رافنسبيرجر اللعب فى نتائج انتخابات ولاية جورجيا، ويأمره بأن يتصرف فى 12 ألف صوت يضيفها إلى إجمالى ما حصل عليه من أصوات الولاية حتى تذهب نتيجتها إليه لتقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالحه.

رفض السكرتير طلب «ترامب» وقال له إن معلوماته عن نتائج الولاية غير صحيحة، وإن الحقيقة أن بايدن فاز بها، فيهدده الرئيس المنتهية ولايته بالجرجرة فى المحاكم.

«ترامب» لا يصدق أنه سيترك البيت الأبيض بعد أسبوعين، أو قُل لا يريد أن يصدق، لذا يتخذ مواقف ويتبنى خيارات جنونية تثير عجب الكثير من لأمريكان كما تستدعى دهشة شعوب الأرض الأخرى.

المكالمة العجيبة تهدد «ترامب» نفسه بالوقوف أمام المحاكم الجنائية الأمريكية بتهمة الضغط على مسئول بإحدى الولايات للتلاعب فى نتائج انتخابات أقرتها الجهات المسئولة فى الولايات المتحدة الأمريكية.

المسألة لم تتوقف عند هذا الحد، بل لقد دعا «ترامب» أنصاره إلى الاحتشاد بساحة الكابيتول أمام الكونجرس الأمريكى صباح اليوم 6 يناير لرفض نتائج الانتخابات فى نفس اليوم الذى سيصدق فيه أعضاء الكونجرس على فوز «بايدن».

لا يحسب «ترامب» أن أصحابه الجمهوريين منقسمون على أنفسهم، وأن هناك من سيرفض دعوته «الحمقاء» للاحتشاد، وأن أغلب من سيلبون الدعوة يدركون قبل غيرهم أن الخطوة غير مجدية ولن تؤثر على النتيجة فى شىء، وأن الحقيقة هى أن كبيرهم خسر وسوف يغادر البيت الأبيض.

حماس «ترامب» لقبول أكذوبة أنه فاز فى الانتخابات لا يقابلها حماس موازٍ من جانب أنصاره، لذا فأغلب الخطوات التى يقدم عليها ترامب فى الساعة الأخيرة قبل المغادرة تضيف المزيد إلى سلسلة خسائره.

لا يستبعد البعض أن يكمل «ترامب» مسلسل الاندفاع غير المحسوب بخطوة شن هجوم عسكرى على إيران، خصوصاً بعد عودة حاملة الطائرات «نيميتز» إلى مياه الخليج.

عادت حاملة الطائرات بعد ساعات من انتهاء فعاليات إحياء ذكرى اغتيال قاسم سليمانى (3 يناير) دون أى فعل انتقامى إيرانى، كما كان يردد بعض المسئولين الأمريكيين.

«ترامب» يتخبط. لكننى أظن أن حالة التخبط التى تسيطر عليه لن تدفعه إلى اتخاذ أكثر الخطوات اندفاعاً بتفجير الإقليم الشرق أوسطى كله عبر إشعال حرب مع إيران، لأن النظام السياسى فى الولايات المتحدة يمتلك الأدوات التى تمكنه من منع رئيس منتهية ولايته من توريط الدولة بأكملها فى خطوة لا يعلم أحد عواقبها. كما أن مسئولى «البنتاجون» أنفسهم منقسمون حول الخطوة.

«ترامب» يعيش «ورطة» كبرى، لكن العديد من رموز السياسة الأمريكية يفهمون أن الرجل يريد الخروج من ورطته بإيقاع الدولة ككل فى ورطة أكبر، لذا فإن المساحة التى يتحرك فيها محدودة للغاية.

الأيام القادمة سوف ترسم بخطوط أكثر حدة ووضوحاً معالم الورطة التى يعيشها «ترامب» والورطة الأكبر التى تنتظره بعد أن يغادر البيت الأبيض.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل في ورطة رجل في ورطة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon