توقيت القاهرة المحلي 19:03:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"القرآن الكريم"

  مصر اليوم -

القرآن الكريم

بقلم: د. محمود خليل

انخرط أحدهم فى فاصل «تريقة» على نوع اللغة وأسلوب الأداء وأسماء المذيعين والمذيعات داخل إذاعة القرآن الكريم. أراد أن «يستظرف» أمام مجموعة من النوع «اللى بيضحك على روحه»، اللافت أن أحدهم لم يبدِ أى انزعاج أو حرج من تناول إذاعة لها موقعها الخاص فى نفوس المصريين، وإذاعيين تحترمهم النسبة الغالبة منهم.

شخصياً لم أفاجأ بما حدث، فالتجاوز عندما يبدأ لا يقف عند حدود. وبعض الأفراد -وخصوصاً من الجيل الجديد- لا يمتلكون التكوين الفكرى والمعرفى الذى يجعلهم يفرقون بين محاربة التطرف والتشدد والتنطع فى الدين وبين الدين فى حد ذاته كجزء من البناء المعرفى والثقافى والإنسانى للمجتمع المصرى.

القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ويمثل المنطقة الأكثر قداسة فى وجدان المسلم. والإذاعة التى كانت محل استظراف هذا الشخص تأخذ اسمها من كتاب الله، وكل محتواها -كما يعلم متابعوها- يدور حول القرآن الكريم، تلاوة وتجويداً وتفسيراً وشرحاً وإفتاء وغير ذلك.

وليس هناك خلاف على أن من حق أى مستمع للإذاعة أن يكون له رأى فى محتواها، بشرط الموضوعية، ومراعاة آداب إبداء الرأى، أما السخرية والتنكيت على المحتوى أو طريقة الأداء فأمر قد يكون له ما بعده، وهذا ما لن يرضى به أحد. ولست أظن أن الأمور يمكن أن تصل بنا إلى هذا الحد.

من المهم أن ننتبه إلى أن الأجيال الجديدة أصبحت نهباً لما يمكن وصفه بالنفايات الفكرية التى يجدونها شائعة ورائجة على مواقع التواصل الاجتماعى وفى بعض الكتابات التى لا يفرق أصحابها بين ما يصح وما لا يصح فى مراجعة التراث الإسلامى، حيث ينظر بعضهم إلى «القرآن الكريم» وكأنه جزء من التراث.

كتاب الله غير ذلك، فهو الكتاب الكريم الذى يحمل رسالة الإسلام. وهو كتاب مقدس ينتمى إليه الإنسان المسلم فى كل زمان ومكان، ولا يجرى عليه ما يجرى على النصوص البشرية، لأنه يحمل «وحى السماء».

فى زحمة الاجتهادات التى تُقدم فى سياق تطوير الفكر الدينى للمسلم المعاصر ينبغى توعية الأجيال الجديدة بخصوصية القرآن الكريم، وأهمية الاستفادة من النوافذ والأدوات الحاملة له، مثل إذاعة القرآن الكريم، واستخلاص فلسفة الحياة والرؤية العميقة التى طرحها الكتاب الكريم للإنسان، وللعلاقات الإنسانية، والبناء الأخلاقى الرفيع الذى يرتكن إليه.

احترام المسلم لكتابه المقدس لا يعنى بحال أن يعطل عقله عن التعامل النقدى والتحليلى مع غيره من النصوص البشرية الموروثة، بشرط أن يتم ذلك بما يجب من موضوعية وعقلانية، بعيداً عن السخف والاستظراف وعدم الاحترام لتاريخ التجربة الإسلامية التى مثلت مرحلة مهمة من مراحل تطور التجربة البشرية ككل.

صاحب هذا الفيديو فى حاجة إلى تربية وتكوين أكثر من أى شىء، وليت إذاعة القرآن الكريم تستحدث ضمن خدماتها برامج تجتهد من خلالها فى مخاطبة الأجيال الجديدة من الشباب، وليت كتب التربية الدينية بالمدارس -إذا كانت حصة الدين لا تزال مدرجة على الجداول- أن تطور محتواها، بشكل يحد الحدود بين المقبول وغير المقبول فى سلوك المسلم، ويؤكد ما يحمله القرآن من فلسفة عميقة فى النظر إلى الحياة وما بعد الحياة.. وربنا يهدى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرآن الكريم القرآن الكريم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon