بقلم : محمود خليل
رسمياً أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف 12 حالة إصابة بفيروس كورونا لمصريين يعملون على متن باخرة سياحية قادمة من أسوان إلى الأقصر. اكتشاف الحالات الـ12 تم فى اليوم الـ14 من احتضانهم للفيروس بعد أن التقطوا العدوى من سائحة تايوانية. لم يوضح بيان وزارة الصحة هل تم حجر المشتبه فى إصابتهم من العاملين على الباخرة حتى تم اكتشاف الـ12 المصابين أم لا، لكن فى كل الأحوال أصبح لزاماً على المواطن ومؤسسات الدولة أن تتخذ إجراءات احترازية فى مواجهة الفيروس.
كل دول العالم التى ظهرت فيها حالات «كورونا» اتخذت -دون أى تباطؤ- إجراءات احترازية تستهدف مكافحة العدوى بالفيروس. هناك دول علقت الدراسة بالمدارس والجامعات لعدة أسابيع، ودول أوقفت النشاط الرياضى بها، وأخرى علقت رحلاتها الجوية ومنعت دخول المواطنين من دول مصابة إليها. وفى المملكة العربية السعودية -يوجد بها حالات تعد على أصابع اليد الواحدة- قررت السلطات وقف منح تأشيرات العمرة لكل دول العالم، ثم اتخذت قراراً آخر بوقف تصاريح العمرة للمواطنين والمقيمين، وتقرر إغلاق أبواب الحرمين الشريفين بعد أداء الصلاة. ولعلك تابعت مشاهد خلو البيت الحرام من الطائفين والعاكفين والرُّكع السجود، وهو المشهد الذى كان محل اهتمام وانزعاج الكثيرين. وقد أحسنت سلطات المملكة حين اتخذت هذا القرار لأن حماية النفس البشرية أهم بكثير من مشاهد الطواف حول الكعبة المشرفة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم». فلا يوجد مكان أو كيان أو شىء أقدس من النفس البشرية.
مع الإعلان عن إصابة 12 مواطناً مصرياً بفيروس كورونا أصبح لزاماً على الدولة والمجتمع اتخاذ التدابير اللازمة لحماية صحة أى مواطن من زحف الفيروس إليه. المسألة لا تتعلق بوزارة الصحة وفقط، بل بكل وزارات الدولة. فالمسئولية تقع على الجميع، لا بد من التفكير فى أمر المدارس والجامعات، وأمر الكشف على الوافدين إلى مصر من دول العالم المختلفة، وخصوصاً الدول التى توجد بها حالات إصابة، للتأكد من مدى حملهم للفيروس من عدمه، وكذلك أمر التجمعات التى تشهدها أماكن كثيرة فى مصر، حتى لا ينتهى بنا الأمر إلى ما هو أصعب. المسألة لا تحتمل أى إهمال أو تقاعس. لا يعقل على سبيل المثال أن يشهد يوم الإعلان عن الإصابات الـ12 (الجمعة 6 فبراير) حفلة حاشدة للمطرب محمد حماقى فى الجامعة الأمريكية!. لا بد أن تتخذ الحكومة كل الإجراءات اللازمة لحماية صحة المواطن مهما كانت كلفتها. الظرف يقتضى ذلك. وكل دول العالم التى ووجهت بحالات إصابة بالفيروس ضحت بالكثير من أجل وقف زحفه وانتشاره، لأن النفس البشرية أقدس من أى شىء.
المواطن هو الآخر عليه دور مهم، جوهره أن يتعامل بهدوء مع الأمر، وألا يسلم أذنه وعقله للشائعات، وأن يراعى كل الإجراءات الاحترازية لحماية نفسه ومن حوله من الإصابة بالفيروس، وأن يلتزم بالإرشادات التى تعلن عنها وزارة الصحة فى هذا الصدد.. حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء