توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مذبحة «ذكرى النكبة».. و«السبوبة»

  مصر اليوم -

مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة»

بقلم : د. محمود خليل

 كانت القضية الفلسطينية ولم تزل محركاً أولاً للكثير من الأحداث التى يشهدها العالمان العربى والإسلامى. تحولات كثيرة شهدتها المنطقة العربية منذ نكبة 1948، وحتى مذبحة الاثنين الماضى، التى استُشهد فيها العشرات وأصيب المئات من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الفلسطينى، أثناء محاولتهم اقتحام السياج الفاصل مع إسرائيل. تلك المذبحة التى وقعت بالتزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس المحتل، ضمن احتفال الصهاينة بذكرى مرور 70 عاماً على استعمارهم الاستيطانى لدولة فلسطين.

طوال 70 سنة تمكنت الأنظمة السياسية والحركات والجماعات المناوئة لها من استثمار القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف خاصة داخل الدول العربية، لكنها أبداً لم تُسهم فى حل القضية، بل قل زادتها تعقيداً. منذ عام 1948 والكل يستفيد من الدم الفلسطينى، دون أن ينفع القضية فى شىء. جماعة الإخوان حملت السلاح فى 1948، وشاركت فى حرب العصابات الصهيونية، جنباً إلى جنب مع القوات المصرية التى شاركت فى الحرب. عادت «الإخوان» تتاجر بالأرض التى ضاعت والدولة اللقيطة التى وُلدت. لا تتوقف الجماعة عن الحديث عن القضية والدم الفلسطينى المهدر، والحكام المرتخين الذين أضاعوا القدس والأقصى السليب، كلامهم عن السلطان عبدالحميد، آخر سلاطين الدولة العثمانية ورفضه بيع أرض فلسطين لليهود يفتأ يتكرر، وهم لا يتوقفون عن التمحُّك بهذه الواقعة للدفاع عن فكرة الخلافة. رغم أن التخريب الذى أحدثته الدولة العثمانية فى ربوع العالم الإسلامى كان السبب المباشر وراء ضياع فلسطين. لم يتوقف الإخوان ولا غيرهم من الجماعات المتطرّفة عن المتاجرة بالدم الفلسطينى منذ حسن البنا، وحتى المنظرين الجدد لـ«فقه الدماء»، ورغم ذلك لا تجد عملية واحدة تنفذ ضد إسرائيل!.

وجدت بعض الأنظمة العربية أيضاً فى القضية الفلسطينية أداة جيّدة لتحقيق أهدافها الخاصة. لعلك تعلم أن فكرة ثورة يوليو اختمرت فى ذهن الضباط الأحرار خلال «حصار الفالوجا» بفلسطين. عاد الضباط من النكبة وهم مصمّمون على الإطاحة بالملك، وتغيير نظام الحكم، وكانت الذريعة الأهم التى استندوا إليها أنه أسهم وغيره من الحكام العرب فى ضياع فلسطين. مثلت قضية «الأسلحة الفاسدة» (البعض يشكك فيها) واحدة من الأدوات الأساسية التى اعتمد عليها خطاب يوليو فى تبرير فكرة التخلص من الملكية. فالسر فى النكبة -من وجهة نظر الضباط الأحرار- ارتبط بفساد السلاح، وليس بأى سبب آخر، وبما أن الملك هو الذى زوّد الجيش به لا بد أن يتم التخلص منه.

الكل يستفيد من الدم الفلسطينى. كذلك يبدو المشهد منذ النكبة وحتى مذبحة الذكرى السبعين. لا أحد يبذل جهداً فى حل القضية، لأن الكل مستفيد من استمرارها بلا حل. هل بمقدور أحد أن يتخلص بسهولة من «السبوبة» التى يربح ويكسب بها؟!. لم يعد أمام الفلسطينيين سوى الاستعانة بأيديهم. ويقينى أن من يفهم معنى التضحية بالدم، دفاعاً عن الأرض والوطن هو الأجدر والأقدر على حل مشكلته. رحم الله شهداء مذبحة «ذكرى النكبة».

 نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة» مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

GMT 11:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زيادة القدرة الإنتاجية لمحطة طاقة رياح إلى 650 ميغاوات في مصر

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 23:58 2024 الإثنين ,29 تموز / يوليو

كولر يعادل إنجاز مانويل جوزيه مع الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon