توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«طبقة» تتنفس تحت الماء

  مصر اليوم -

«طبقة» تتنفس تحت الماء

بقلم: د. محمود خليل

فى فبراير 2019 قالت كريستين لاجارد، المدير العام لصندوق النقد الدولى، إن برنامج الإصلاح الاقتصادى، الذى تنفذه الحكومة المصرية، بالتعاون مع الصندوق، قد ترك آثاراً على شرائح الشعب المصرى، وخاصة الطبقة المتوسطة، وأضافت أن هذا الأمر يتطلب من الحكومة المصرية التركيز، خلال الفترة القادمة، على إطلاق طاقات الاقتصاد لصالح تلك الطبقات. كيف تبدو ملامح الصورة بعد ما يقرب من عام ونصف على هذا التصريح؟

أذكر أننى كتبت عدة مرات عن معاناة الطبقة الوسطى والأزمة الاقتصادية والمعيشية التى ضربتها بالتوازى مع حزمة الإجراءات التى اتخذتها الحكومة فى إطار برنامج «الإصلاح الاقتصادى». أفراد من هذه الطبقة أعادوا جدولة مصروفاتهم، فهذبوا عمليات الشراء والاستهلاك، وأعادوا ترتيب أولويات الإنفاق، بحيث يتوجه الدخل بشكل أساسى إلى الاحتياجات الضرورية.

أفراد آخرون من الطبقة لجأوا إلى فكرة النزول معيشياً درجة أو اثنتين أو أكثر -حسب الظروف- فلجأوا فى بنود مثل التعليم والصحة والترفيه إلى درجات أدنى على السلم. على سبيل المثال بدلاً من مدرسة مصروفاتها كذا تم نقل الأبناء إلى مدارس أقل تكلفة، وبدلاً من دفع مبلغ كذا فى العلاج، أصبح العدو لا يتوقف نحو الاستفادة من الخصم الذى يمنحه التأمين الصحى فى سعر الأدوية وهكذا.

بعض أفراد الطبقة انزلقوا إلى الطبقة الأدنى (الفقيرة)، خصوصاً هؤلاء الذين توقفت المشروعات التى يعملون بها، أو البيزنس الذى يشكل مصدر الدخل بالنسبة لهم، جراء ارتفاع فواتير التكلفة الإنتاجية وحالة الركود التى ضربت بعض الأسواق. وقد تضاعفت محنة هؤلاء بسبب تداعيات جائحة كورونا، وما أدت إليه من «وقف حال» فى العديد من القطاعات.

الشريحة العليا من هذه الطبقة -وهى الشريحة المحدودة التى تشغل قمة الهرم- استفادت نسبياً من العمل ضمن تحالفات مشروعاتية انتعشت خلال الفترة الماضية.

الطبقة الوسطى باتت بحاجة إلى «إسعاف عاجل» قبل أن تهتز أوضاعها أكثر من ذلك. ولا يخفى عليك مردود هذا الاهتزاز على مجمل المشهد الاقتصادى العام فى مصر، بما لذلك من تداعيات وآثار. تضعضع حال هذه الطبقة يمنح مؤشراً عن حال الاقتصاد، فهو ينبئ عن حجم الاستثمار والتشغيل والفرص المتاحة داخل سوق العمل، وفى الوقت نفسه تعد هذه الطبقة مصدر دخل بالنسبة للطبقات الفقيرة، من العمال والحرفيين، ومتوسطى التعليم وغيرهم. وليس هناك خلاف على أن تراجع مستويات الدخل والإنفاق لديها ينعكس سلباً على مدخولات الطبقة الفقيرة، ناهيك عن حالة الركود فى الأسواق والتى تنتج عن عجز «الوسطيين» -الطبقة الأكثر استهلاكاً- عن الشراء بسبب قلة الحيلة.

التحريك الاقتصادى للطبقة الوسطى -التى باتت تتنفس تحت الماء- هو تحريك للمجتمع ككل. وإذا كانت الحكومة قد اتخذت من الإجراءات ما يكفى لتفعيل برنامجها فى الإصلاح الاقتصادى، وبيع السلع والخدمات بسعرها العالمى، استناداً إلى مفهوم «تحرير الاقتصاد»، فعليها الآن أن تتحرك على مستويين، الأول: وضع برنامج لإصلاح الأجور، فلا يصح أن نتعامل فى الأسعار بالمنطق العالمى، وفى الأجور بالمنطق المحلى. الثانى الاتجاه بأقصى سرعة ممكنة نحو تحريك عجلة الاستثمار، والتخفيف من الضغوط على المشروعات الاستثمارية، بما يتيح فرصاً أكبر للعمل والتشغيل والكسب بصورة تؤدى إلى الخروج من دائرة وقف الحال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طبقة» تتنفس تحت الماء «طبقة» تتنفس تحت الماء



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon