توقيت القاهرة المحلي 07:17:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاتل المجهول

  مصر اليوم -

القاتل المجهول

بقلم: د. محمود خليل

«كورونا» يحاور ويداور ويغاير.

السلالة الجديدة للفيروس التى ظهرت ببريطانيا وعدد من الدول أضافت المزيد من الحيرة إلى تلال الحيرة التى تراكمت عبر عام مضى حول كورونا.

رئيس الوزراء البريطانى ذكر أن الفيروس خارج السيطرة، بعدها بساعات ذكر مسئولو الصحة العالمية أن الفيروس قابل للسيطرة!.

عمليات توزيع اللقاح فى دول العالم المتقدم على أشدها، لكن لم يحدد لنا أحد وضع اللقاحات مع السلالة الجديدة.

العجز هو الشىء الوحيد الذى أصبح العالم يعرفه جيداً أمام كورونا.

ذلك الفيروس الذى يأتى أحياناً بأعراضه التقليدية «الصدرية»، وأحياناً ما يأتى بأعراض جديدة «مُعدية»، وفى أحيان ثالثة يجمع بين النوعين من الأعراض. أحياناً ما يغزو الجسد ويسكن فيه ويمر مرور الكرام، ومن الممكن خلال فترة السكنى المخفية تلك أن ينقل الشخص عدوى الفيروس إلى غيره. وفى أخرى يسكن جسد شخص فتبدو عليه أعراض هينة لينة ويطيب. وقد يصبح أكثر فتكاً فى جسد آخرين.

حتى اللحظة كل شىء متضارب فيما يتعلق بكورونا: نوعية الأعراض، كفاءة المسحات، بروتوكولات العلاج، جدوى اللقاحات، أنواع السلالات.

العالم كله فى حالة لخبطة شاملة وتخبُّط كامل، وهو يقف أمام قاتل مجهول الهوية. لا يعرف أحد من أين أتى أو أين ومتى ينتهى؟

رغم التقدم العلمى والتكنولوجى الذى حققه أبناء هذا العصر فإن العجز أمام كورونا لا يزال سيد الموقف.

حكايات التاريخ تقول إن أى وباء يبدو فى مراحل البداية بطيئاً قليل الانتشار، ثم تتسارع وتيرته بمرور الوقت حتى يصل إلى أقصى درجات الفتك، ثم ينحسر من تلقاء نفسه، ويكمن.

التجربة التاريخية أيضاً تقول إن الوصول إلى تطعيم يقى الإنسان من شر وباء معين يقتضى وقتاً طويلاً حتى يتمكن العلماء من الوصول إلى لقاح قادر على تأمين من يتعاطاه ضد الإصابة.

التجربة الإنسانية تقول إن مَن قدّر الله تعالى له الإصابة سوف يصاب، وإن الفارِّين من الأوبئة تزيد فرصهم فى النجاة. وكله بإذن الله، لكن الله تعالى أمرنا بالأخذ بالأسباب.

حين اشتد وباء الطاعون بمدينة عمواس فى عهد عمر بن الخطاب، أمر الخليفة بالفرار منها، وعندما عاتبه أحد الصحابة متسائلاً: أفرار من قدر الله؟ قال نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله.

وتحكى كتب السيرة أن كثيراً من الصحابة كانوا حزانى وهم يغادرون مكة -مضطرين- إلى المدينة، إذ كان المشهور عن يثرب وقتذاك أن وباء الحمى يضربها من حين إلى آخر، وكانوا يخشون ذلك.

ليس أمام البشر من سبيل سوى الاحتياط والتحوط من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية (الكمامة والتباعد الاجتماعى).

ليس أمام البشر سوى ذلك ما دام علماء العالم وقادته وسياسيوه لم يحسموا بعد مسألة الفيروس والسلالات واللقاح.

لقد بلغ الأمر أقصى درجات الكوميديا مع رئيس البرازيل الذى حذر شعبه من أن أحد اللقاحات سوف يتسبب فى إنبات لحية للنساء وتحويل المواطن إلى تمساح.

وبعيداً عن حدوتة «المواطن التمساح» فإن تحور الفيروس وظهور سلالات جديدة منه يجعل الأمل بعيداً فى الوصول إلى لقاح حاسم.

الحذر ثم الحذر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاتل المجهول القاتل المجهول



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon