توقيت القاهرة المحلي 04:53:34 آخر تحديث
الثلاثاء 29 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

تمثيلية «التعليم»

  مصر اليوم -

تمثيلية «التعليم»

بقلم: د. محمود خليل

القائمون على أمر التعليم فى مصر يرون أن التلاميذ والطلاب يريدون الإفلات من التعليم والامتحانات بأى صورة من الصور وأن أغلب الأسر لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رجب.

أما الصغار من تلاميذ المدارس والجامعات فينظرون إلى أمر التعليم بقدر واضح من اللامبالاة. فالتعليم فى نظر بعضهم لا جدوى منه.

نسبة من تلاميذ التعليم ما قبل الجامعى لا يرون جدوى فى المجموع ما دام سيتم حشره فى النهاية فى إحدى الجامعات الخاصة، ونسبة من الطامحين منهم إلى دخول كليات بعينها مثل الطب والهندسة يرون أن الالتحاق بأى منها داخل الجامعات الحكومية هو ضرب من ضروب الخيال، لأنها تستوعب بضعة آلاف من مئات الألوف من خريجى الثانوية العامة.

نسبة لا بأس بها من طلاب الجامعات يرون أن الشهادة لم تعد ذات قيمة أو جدوى.. فماذا سيفعل بها وفرص العمل المتاحة للخريجين تتناقص فى كل يوم، وطوابير الجالسين على الكافيتريات من حملة الشهادات تتزايد يوماً بعد يوم؟

الخبرات السيئة تنتقل من الخريجين إلى طلاب الجامعات، ومن طلاب الجامعات إلى طلاب التعليم ما قبل الجامعى. والنتيجة توافق العديد منهم على فكرة «انعدام جدوى التعليم».

الأسر تنظر إلى المسألة التعليمية نظرة اقتصادية بحتة. فمسألة التعليم لا تتعلق بحال بالمدرسة وربما بالجامعة أيضاً. فكل من المدرسة والجامعة لا يزيدان على كونهما مؤسسات رسمية لقيد التلميذ وإدارة عملية الامتحان ومنحه الشهادة، أما تدريس المقررات فمحله الدروس الخصوصية، أو مراكز إعداد الملخصات والمذكرات السريعة والعاجلة داخل الجامعات.

حسبة التعليم لدى الأسرة المصرية هى حسبة اقتصادية بحتة. فتوقف عجلته تعنى مدفوعات أقل فى الدروس الخصوصية وأحلام بخصم نسبة من مصروفات المدرسة أو الجامعة أو الباص وغير ذلك.

منذ فترة طويلة أصبح التعليم فى مصر مجرد تمثيلية، يؤدى فيها كل طرف الدور المكتوب له فى السيناريو بدرجة واضحة من الرداءة.

الصغار يمثلون دور الطلاب، والكبار يمثلون دور الأساتذة والمعلمين، والمسئولون يمثلون دور المخرجين، ويتشارك الكل فى كتابة السيناريو أثناء الوجود فى الاستوديو المسمى بالمدرسة أو الجامعة.

والنتيجة تمثيلية «ماسخة» يزعم كل من شارك فيها أنه قام بدوره على أكمل وجه، لكن أداء الطرف الآخر هو الذى أدى إلى إفشال العمل.

الطلاب يتهمون المعلمين والأساتذة، والأساتذة والمعلمون يتهمون الطلاب، والطرفان -ومعهما الأسر- يتهمان الوزارة، والوزارة تتهم الجميع.. والنتيجة صفر.

ما تفسير ذلك؟.. التفسير بسيط للغاية وقد ذكرته لك ذات مرة.. وهو غياب الطلب على العلم فى المجتمع ككل.

فأى جدوى ترتجى من التعليم فى مجتمع لا يوجد فيه طلب على العلم؟

التعليم المحكوم بنظرية «التمثيلية» لا يؤدى إلى تطوير المجتمعات، بل يتحول إلى عبء على كافة الأطراف المنخرطة فيه، لذلك من الطبيعى جداً أن تشتكى كل الأطراف من بعضها البعض، وتتبادل فيما بينها اللوم والاتهامات.

أعيدوا الاعتبار للعلم.. تعود القيمة والجدوى إلى التعليم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمثيلية «التعليم» تمثيلية «التعليم»



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 04:18 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أبرز الأعمال الدرامية التي عُرضت خلال عام٢٠١٩

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 03:09 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

تحصيل 135 ألف جنيه مستحقات 3 عمال مصريين في جدة

GMT 19:29 2021 الأحد ,21 آذار/ مارس

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا بنسبة 0.52%

GMT 09:15 2021 الخميس ,04 آذار/ مارس

احتفالية خاصة لشيكابالا قبل مواجهة الترجي

GMT 04:06 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث مروع لغروجان يتسبب في توقف سباق البحرين

GMT 22:39 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مريض نفسيا يمزق والدته وشقيقته ويصيب زوجها في حدائق الأهرام

GMT 11:18 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط ينزل بفعل ارتفاع إصابات كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon