توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمثيلية «التعليم»

  مصر اليوم -

تمثيلية «التعليم»

بقلم: د. محمود خليل

القائمون على أمر التعليم فى مصر يرون أن التلاميذ والطلاب يريدون الإفلات من التعليم والامتحانات بأى صورة من الصور وأن أغلب الأسر لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رجب.

أما الصغار من تلاميذ المدارس والجامعات فينظرون إلى أمر التعليم بقدر واضح من اللامبالاة. فالتعليم فى نظر بعضهم لا جدوى منه.

نسبة من تلاميذ التعليم ما قبل الجامعى لا يرون جدوى فى المجموع ما دام سيتم حشره فى النهاية فى إحدى الجامعات الخاصة، ونسبة من الطامحين منهم إلى دخول كليات بعينها مثل الطب والهندسة يرون أن الالتحاق بأى منها داخل الجامعات الحكومية هو ضرب من ضروب الخيال، لأنها تستوعب بضعة آلاف من مئات الألوف من خريجى الثانوية العامة.

نسبة لا بأس بها من طلاب الجامعات يرون أن الشهادة لم تعد ذات قيمة أو جدوى.. فماذا سيفعل بها وفرص العمل المتاحة للخريجين تتناقص فى كل يوم، وطوابير الجالسين على الكافيتريات من حملة الشهادات تتزايد يوماً بعد يوم؟

الخبرات السيئة تنتقل من الخريجين إلى طلاب الجامعات، ومن طلاب الجامعات إلى طلاب التعليم ما قبل الجامعى. والنتيجة توافق العديد منهم على فكرة «انعدام جدوى التعليم».

الأسر تنظر إلى المسألة التعليمية نظرة اقتصادية بحتة. فمسألة التعليم لا تتعلق بحال بالمدرسة وربما بالجامعة أيضاً. فكل من المدرسة والجامعة لا يزيدان على كونهما مؤسسات رسمية لقيد التلميذ وإدارة عملية الامتحان ومنحه الشهادة، أما تدريس المقررات فمحله الدروس الخصوصية، أو مراكز إعداد الملخصات والمذكرات السريعة والعاجلة داخل الجامعات.

حسبة التعليم لدى الأسرة المصرية هى حسبة اقتصادية بحتة. فتوقف عجلته تعنى مدفوعات أقل فى الدروس الخصوصية وأحلام بخصم نسبة من مصروفات المدرسة أو الجامعة أو الباص وغير ذلك.

منذ فترة طويلة أصبح التعليم فى مصر مجرد تمثيلية، يؤدى فيها كل طرف الدور المكتوب له فى السيناريو بدرجة واضحة من الرداءة.

الصغار يمثلون دور الطلاب، والكبار يمثلون دور الأساتذة والمعلمين، والمسئولون يمثلون دور المخرجين، ويتشارك الكل فى كتابة السيناريو أثناء الوجود فى الاستوديو المسمى بالمدرسة أو الجامعة.

والنتيجة تمثيلية «ماسخة» يزعم كل من شارك فيها أنه قام بدوره على أكمل وجه، لكن أداء الطرف الآخر هو الذى أدى إلى إفشال العمل.

الطلاب يتهمون المعلمين والأساتذة، والأساتذة والمعلمون يتهمون الطلاب، والطرفان -ومعهما الأسر- يتهمان الوزارة، والوزارة تتهم الجميع.. والنتيجة صفر.

ما تفسير ذلك؟.. التفسير بسيط للغاية وقد ذكرته لك ذات مرة.. وهو غياب الطلب على العلم فى المجتمع ككل.

فأى جدوى ترتجى من التعليم فى مجتمع لا يوجد فيه طلب على العلم؟

التعليم المحكوم بنظرية «التمثيلية» لا يؤدى إلى تطوير المجتمعات، بل يتحول إلى عبء على كافة الأطراف المنخرطة فيه، لذلك من الطبيعى جداً أن تشتكى كل الأطراف من بعضها البعض، وتتبادل فيما بينها اللوم والاتهامات.

أعيدوا الاعتبار للعلم.. تعود القيمة والجدوى إلى التعليم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمثيلية «التعليم» تمثيلية «التعليم»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon