بقلم: د. محمود خليل
فى الوقت الذى كان فيه وفد منظمة الصحة العالمية يرتب لزيارة لسوق المأكولات البحرية بمدينة «ووهان» الصينية، تم الإعلان عن ظهور فيروس جديد أشد فتكاً من «كورونا» هو فيروس «نيباه».
حتى اللحظة ما زال العالم يستقصى ظروف النشأة الأولى لفيروس كورونا داخل الصين، ويجتهد فى التعرف على مصدر العدوى به، من خلال تحليل بيانات الحالات الأولى التى أصيبت به، والتعرف على الأعراض التى ظهرت عليها ومقارنتها بالأعراض الحالية لكورونا، بهدف التعرف على خريطة تطوره وتحوره.
لم يزل العالم حائراً أمام سؤال النشأة، وهل ظهر كورونا فى ظروف طبيعية داخل أحد أسواق المأكولات البحرية أم فى ظروف صناعية، حيث كان يتم العمل عليه داخل أحد المعامل، وتسرب بالخطأ إلى الخارج؟
وفد الصحة العالمية قام بزيارة لسوق المأكولات البحرية فى ووهان وهو السوق الذى ظهرت فيه الحالات الأربع الأولى لكورونا أواخر ديسمبر 2019.
وهناك روايات متضاربة حول الظروف التى أصيبت فيها الحالات الأولى، الصين تقول إن مصدر العدوى جاء من شحنة مأكولات بحرية تم استيرادها من بعض الدول الغربية، أما الرواية النقيضة فتقول إن الفيروس انتقل من طائر الخفاش إلى الإنسان عندما اشترى أحد الصينيين خفاشاً مصاباً بالمرض وأكله، فانتقلت إليه العدوى، ثم منه إلى غيره.
اللافت أن وفد الصحة العالمية يعتزم -عقب الانتهاء من البحث فى سوق ووهان- القيام بزيارة إلى معهد ووهان لعلوم الفيروسات، للتأكد من مستوى دقة الرواية التى تقول إن فيروس كورونا تسرّب بالخطأ منه، وهى الرواية التى يتبناها أصحاب نظرية المؤامرة.
بيل جيتس -مؤسس شركة مايكروسوفت- أحد كبار المتعجبين من نظرية المؤامرة فى النظر إلى نشأة الفيروس داخل أحد المعامل، ويرد على أصحابها بعدم وجود أى دليل على كلامهم.
الحضور الواضح لبيل جيتس فى هذا السياق يرتبط بأنه كان واحداً ممن توقعوا بشكل مبكر بأن العالم سوف يواجه فيروس قاتلاً وعليه أن يستعد للتعامل معه، ثم توقع بعد ذلك أن ينتهى فيروس كورونا من العالم أواخر عام 2021، نتيجة انتشار العدوى الطبيعية واكتشاف لقاح يمنح البشر مناعة القطيع.
ومع تلبد سحابات الحيرة فى سماء العالم الذى يواجه فيروس كورونا إذا بتقارير إعلامية تتحدث عن فيروس «نيباه» وتشير إلى أن مصدره الصين أيضاً، وتصفه بالأشد فتكاً من فيروس كورونا وأن نسب الوفاة به تتراوح ما بين 40% إلى 75%.
بعيداً عن سؤال المؤامرة أو الظهور الطبيعى لفيروس كورونا، وبغضّ النظر عن مستوى الدقة أو المبالغة فى الأحاديث المتداولة حول الفيروس الجديد، فإن عالم ما بعد كورونا أصبح يفرض على دول العالم اهتماماً نوعياً بتطوير الأنظمة الطبية التى تعتمد عليها.
هناك ضرورة لتطوير أنظمة الرعاية الصحية بدول العالم الثالث على وجه الخصوص، سواء على مستوى إعداد وتأهيل الأطباء وهيئات التمريض، أو على مستوى إنشاء المستشفيات، أو على مستوى تزويدها بما يلزمها من إعدادات، أو على مستوى تطوير أنظمة إنتاج الأدوية.
الطب سلاح المستقبل.