توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة «داعش»

  مصر اليوم -

عودة «داعش»

بقلم: د. محمود خليل

فجأة اندفع تنظيم داعش من جديد إلى صدارة الأحداث داخل كل من سوريا والعراق.

رسمياً أعلن التنظيم عن مسئوليته عن الانفجار المزدوج الذى شهدته سوق الملابس المستعملة بساحة الطيران ببغداد منذ ما يقرب من أسبوع.

ومنذ ثلاثة أيام، أعلن رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى أن قوات الأمن العراقية تمكنت من تصفية أبوياسر العيساوى زعيم تنظيم داعش، الذى يطلق على نفسه نائب الخليفة ووالى العراق.

ليس فى عودة تنظيم داعش إلى الصورة أى نوع من المفاجأة. فالأسباب التى أدت إلى نشأته وتحركه على الأرض منذ عام 2014 ما زالت قائمة حتى الآن.

وثمة أطراف معينة تحرص من حين إلى آخر على منح التنظيم جرعات إنعاش لخدمة مصالح معينة داخل العراق بصورة خاصة.

بعض دول الخليج ترى فى التنظيم أداة جيدة لمناوأة إيران والتنغيص على الطرف الشيعى فى العراق، والذى يعتبرونه رأس حربة لطهران فى المنطقة.

وليس يخفى عليك حالة القلق التى انتابت بعض الأنظمة الخليجية جراء صعود «بايدن» وفريقه الديمقراطى إلى سدة حكم الولايات المتحدة الأمريكية، وخشيتها من عودة واشنطن إلى الاتفاق النووى الإيرانى الذى انسحب منه «ترامب».

وترتيباً على ذلك، تظهر جدوى إعادة تنظيم داعش إلى المشهد، ليعمل كأداة ضمن أدوات كثيرة فى المواجهة الخليجية الإيرانية.

وتبدو الولايات المتحدة الأمريكية هى الأخرى صاحبة مصلحة فى عودة التنظيم إلى المشهد. فبعد ارتفاع الأصوات بضرورة سحب القوات الأمريكية من العراق بعد اغتيال قاسم سليمانى، يمنح وجود التنظيم ذريعة لصانع القرار الأمريكى لمواصلة وجوده العسكرى على رأس التحالف الدولى لمحاربة «داعش».

الحكومة العراقية مستفيدة هى الأخرى من عودة التنظيم، ففى ظل تواصل المظاهرات داخل الشارع العراقى للمطالبة بحل المعضلات الاقتصادية والمعيشية التى يعانى منها المواطن، تصبح الحرب على «داعش» ذريعة جيدة للتملص من الالتزام بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد المالى والإدارى الذى يعد العامل الأبرز وراء حالة التردى التى ضربت الدولة العراقية.

أسباب كثيرة بإمكانها تفسير عودة تنظيم داعش مرة أخرى إلى الصورة. وهى إن دلت على شىء فإنها تدل على أن الإرهاب صناعة تقف وراءها أطراف معينة لتحقيق أهداف مصالحية محددة داخل المنطقة التى نعيش فيها.

لعلك تذكر أن تنظيم داعش تمكن خلال الفترة التى سيطر فيها على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، من بيع البترول عبر أطراف إقليمية معينة، وسمح له بمراكمة ثروات كبيرة، شكّلت مصدر تمويل مهماً لعملياته الإرهابية.

ولا أجدنى بحاجة إلى تذكيرك بالدور الذى لعبته الولايات المتحدة وبعض الأنظمة الخليجية فى تأسيس تنظيم القاعدة والإنفاق بسخاء عليه فى بداية تكوينه حتى يستطيع العمل كأداة مناوئة للوجود السوفيتى فى أفغانستان.

أشهر التنظيمات الإرهابية التى عرفتها المنطقة نشأت فى حضانات رسمية، وأفكارها لا تلقى أى صدى لدى البسطاء من أبناء الشعوب. والمسألة تبدو طبيعية إذا أخذنا فى الحسبان أن هؤلاء البسطاء هم الضحية الأولى والأخيرة للإرهاب، كما حدث فى سوق الملابس المستعلمة ببغداد.

الإرهاب صناعة وليس أصلاً فى طبائع الشعوب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة «داعش» عودة «داعش»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon